تطاوَلْ بِسُؤْليَ عند الْقُصَيْر ... فَمِنْ نَيْله اليومَ باعي قَصيرُ

وَكنْ لي بريداً بباب البْريد ... فأَنتَ بأخبارِ شوقي خَبيرُ

أَعَنْوِنُ كُتبي بشكوى العناءِ ... وَفيهنّ من بثّ شَجْوي سُطُورُ

ومنها أذكر المنازل من طريق الرقة إلى دمشق:

مَتَى تَجِدُ الرِيَّ ّبالقَرْيَتَيْن ... خَوامِسُ أثَّر فيها الهَجْيرُ

وَنحو الجُلْيَجْل أُزْجي المْطِيَّ ... لقد جَلَّ هذا المَرامُ الخَطيرُ

تُراني أُنيخ بأَدْنى ضُمَيْرٍ ... مَطايا بَراها الوْجَاَ وَالضمُورُ

وَعند القُطَيِّفَةِ المُشْتَهاةِ ... قُطوفٌ بها لِلأمَاني سُفورُ

وَمنها بُكُورِيَ نَحْوَ القْصُيَرْ ... وَمُنْيَتُه عُمْرَي ذاكَ البُكُورُ

ويا طِيبَ بُشْرايَ من جِلَّقٍ ... إذا جاءَني بالنَّجاحِ البَشيرُ

وَيستبشرُ الأصدقاءُ الكرامُ ... هُنالك بي وَتُوَفَّي النُّذُورُ

تُرَى بالسلامة يوما يكون ... بباب السلامة مني عُبُورُ

وَأَنَّ جَوازِي بباب الصَّغير ... لَعَمْري من العُمْر حَظٌّّ كَبيرُ

وما جَنَّةُ الخُلْدْ إلاّ دمشقُ ... وَفي القلب شوقاً إليها سَعيرُ

مَيادِينُها الْخُضْرُ فِيحُ الرِّحاب ... وَسَلْساها العَذْب صافٍ نَميرُ

وَجامعها الرَّحْبُ وَالقُبَّة الْمُني ... فَة وَالفلك المُستديرُ

وَفي قُبَّةِ النَّسر لي سادةٌ ... بهم للمَكارم أُفقٌ مُنيرُ

وَالارْزَةُ فالسَّهْمُ فالنَّيْرَبان ... فجنّاتُ مِزَّتِها فالكُفوُر

وَبابُ الفْراديس فِرْدَوْسُها ... وَسُكانُّها أحْسَنُ الخَلْق حُورُ

كأنّ الجْوَاسقَ مأْهولةً ... بروجٌ تَطَلَّعُ منها البدورُ

بِنَيْرَبِها تَتَبّرا الهموم ... بِربُوْتَها يتربّى السُّرورُ

وَما غَرَّ في الرَّبْوَة العاشقي ... نَ بالحُسْن إلا الرَّبيبُ الْغَريرُ

وعند المُغَارة يَوْمَ الخميس ... أغارَ عَلَى القَلْب منّي مُغيرُ

وعند المُنَيْبعِ عَيْنُ الحيَاة ... مَدَى الدَّهْر نابعةٌ ما تَغُورُ

بجِسْر ابن شَواشٍ تَمَّ السُّكون ... لنفسي بنفسيَ تلك الْجُسورُ

وما أَنسَ لا أَنسَ أُنسَ العُبور ... عَلى جِسر جِسْرين إني جَسورُ

وكم بِتُّ أَلْهو بقرب الحبيب ... في بيت لِهْيا وَنام الغَيُورُ

فَأَين اغتباطِيَ بالغُوطَتْيِن ... وتلك الليالي وتلك القُصورُ

لِمُقْرِي مَقْرى، كقُمْرِيِّها ... غِناءٌ فَصيحٌ وَشْدوٌ جَهيرُ

وأَشجارُ سَطْري بَدَتْ كالسُّطو ... ر نمَّقَهُنَّ البَليغُ البَصيرُ

وأَينَ تأَمَّلْتَ فلكٌ يَدورُ ... وعَيْنٌ تفورُ وبحرٌ يَمورُ

وأَيْنَ نظرْتَ نَسيمٌ يَرِقُّ ... وزْهرٌ يَرُوقُ ورَوضٌ نَضيرُ

كأَنَّ كمائمَ نُوَّارِها ... شُنوفٌ تركَّبُ فيها شُذورُ

ومثلُ الّلآلي سَقِيطُ النَّدى ... عَلَى كلَّ مَنْثُور نَوْرٍ نَثيرُ

مَدارُ الحياةِ حَياها المُدِرُّ ... مَطارُ الثّراءِ ثراها المَطيرُ

وَمُوعِدُها رَعْدُها المستطيلُ ... وواعِدُها بَرْقُها المستطيرُ

إلامَ القْسَاوَة يا قاسِيُون ... وبين السَّنَا يتجلّى سَنِيرُ

لَديك حبيبي ومنك الحُبا ... وعندك حبّي وفيك الحبورُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015