ومنها:
لك الفصاحة ميدانٌ شأَوتَ به ... وكلنا بقصورٍ عنك نعترف
فمهّدِ العُذر في نظمٍ بعثتُ به ... مَنْ عنده الدُّرُّ لا يُهدى له الصَّدف
وللغزي:
لا يَفْرَحَنّ بما أَتاه مُعَجَّلاً ... فلكلِّ تشبيبٍ طويلٍ مَخْلَصُ
ولعلّ دولته جَناحا نملةٍ ... كم عاثرٍ بذُيولِ ما يتقمَّصُ
وله من كلمة سبق ذكرها:
فأَنت إِذا نطقت أَبو المعاني ... وأَنت إِذا كتبت أَبو المعالي
صَلاة مكارم الأَخلاق فرض ... وما غيرُ الأَذان على بِلال
وقد جاءتك مُحكمةٌ شَرودٌ ... تَمُتّ بنفثةِ السحر الحَلال
لو امتلأَت بها أُذنُ ابنِ حُجرٍ ... لعلّقها مع السبع الطِوال
وله:
أَبو جعفرٍ في كفه أَلف جعفر ... يفيض، ويغنيينا عن الوشل البَرْضِ
له الخُلُق المبنيّ في الجود لم يزل ... وما دونه للرفع والنصب والخفض
يَهِشّ بمن يلقاه والدهرُ عابسٌ ... ويبسُط كفّ الجود في موضع القبض
وله:
جبانٌ عن الإِنفاق، والمال وافرٌ ... وربّ سلاحٍ عند من لا يقاتلُ
وما الرزق إِلاّ طائرٌ أَعجب الورى ... ومُدَّتْ له في كل فنّ حبائلُ
وله:
كنتَ كالدرّة اليتيمة في العِقد ... وإِن كان كلُّه من لآلي
وله من قصيدة:
قومٌ كأَن ظهور الخيل تُنبتهم ... وما سمعتُ بإِنباتٍ بلا مطر
لا يجسُر الطيفُ يسري في منازلهم ... مهابة خَيَّمت في مَطْمَحِ الفِكر
ومنها:
هذي الوزارة لا ما كنتُ أَعهده ... أَين اعتكار الدُّجى من بَلْجة السَّحَر
ولستُ أَطعن في القوم الذين مَضَوْا ... ولا أُبرقع وجهَ الصدق بالطَّحَر
أَبدى لنا عصرُهم من عوده وَرَقاً ... فالشهب، لولا ثبات القطب، لم تَدُر
إِن كنتَ فرداً فضوء الصبح أَين بدا ... فردٌ يفيض على بادٍ ومُسْتَتِر
وربّ وطفاء لم تُشْفَع بثانيةٍ ... تَهْمي فتُنْبِت أنواعاً من الزَّهَر
فاسلم ودُم ليصير الملك ذا خطرٍ ... وقيمةٍ، قيمةُ الأَصداف بالدُّرر
وله:
يُشاركني في سيبه كلُّ ناطقٍ ... أَلا إِنما شِرْكُ المكارم توحيدُ
كأنَّ محيّا الصُّبح قابلَ فضله ... ففي خدّه من خجلة النقص توريدُ
يَزيدُ سماحاً والخطوب تُمِضُّه ... كما زاد طيباً، وهو يحترق، العود
فَضَلْتَ الورى طُرّاً وإِن كنت بعضهم ... كما فضل الأَيامَ في السنةِ العيدُ
وله:
ولما دخلتُ الريّ قلت لرفقتي ... خذوا حِذركم من داغر وخؤون
ففيها لصوصٌ في الدُّجى بخناجر ... وفيها لصوص في الضحى بعيون
وله:
لبستُ السّرورَ فأَبليته ... وبعدَ السّرور سيَبْلى الحَزَنْ
وبُدِّلْتُ من سَبَجٍ لؤلؤاً ... فأَبغضتُ كلَّ نفيس الثمن
سَنا الشيب رَحْضٌ يفيد البيا ... ضَ على أَنه لا يُزيل الدَّرن
وله:
إِن عاق فكري عن التجويد ضيقُ يدي ... فالشَّوكُ يُقْصِر خَطْوَ الراجل الحافي
أَو قصّرتْ خدمتي فالجودُ أَفضلُه ... تجاوُزُ المرتجى عن هفوة الهافي
وله:
كن في زمانك جاهلاً لا عالماً ... إِنْ كنتَ تطمع في حصول مقاصدِ
فالنار أَحرقت النضيج لأَخذه ... منها، وتُنْضج كلَّ نِيّ بارد
ومنها:
لعلوّه يدنو، وأَقرب ما تُرى ... شمسُ الضحى من أَوجها المتباعد
إِن عدّ من صِيْدِ الملوك فما خلا ... أَسلافه من عالم أَو زاهد
والعودُ يُعْرب فرعُه عن أَصله ... ويجيء من ثمراته بفوائد
وله:
لا أقتضيك بما سماحُك فوقَه ... فأَكون كالراجي من البحر النَّدا