قُمْ نفترعْها كأَنّها الذهبُ ... بِكْراً، أَبوها وأُمّها العِنَبُ

أَرقّ من عَبرةِ اليتيم ومِنْ ... عبارةِ الصبّ قلْبُه وَصِبُ

مُدامة تصقُل القلوب إِذا ... رانتْ عليها الهُمومُ والرِيَبُ

كؤوسُها أَنجمٌ نَضِلّ بها ... لا يهتدي من تُضِلّه الشُهُبُ

لا فَدْم فينا ولا فِدام لها ... عروسُ دَنّ عقودها الحَبَبُ

مِنْ كفّ مَنْ كَفَّ حُسْنُه صِفَتي ... فما إِلى وصف حسنه سبب

أَغيدُ، للعين حين ترمُقُه ... سلامةٌ، في خِلالها عَطب

تبسّم السّحرُ في لواحظه ... لمّا بكى الناسُ منه وانْتحبوا

واخْضَرّ في وجنتيه خَطُّهما ... بحافة الماءِ ينبتُ العُشُبُ

يدير منها كخدِّه قدحاً ... يجتمع الماءُ فيه واللَّهب

منتهزاً فرصة السرور بها ... فَمَقدَم الحادثات مُرْتقَب

هذا البيت يعود إلى البيت الأول كأنه يقول: قم نفترعها منتهزاً لذة السرور بها.

ومنها في هجو شروانشاه:

رأَيتُ لؤماً مُصَوّراً جَسَداً ... مُهْجته الاحتيال والكذبُ

على سريرٍ كالنعش، لا رَهَبٌ ... يَعْلوه من هيبةٍ ولا رغب

وهو عبوس كالفهد مجتمعٌ ... يكاد من خُنْزُوانةٍ يثب

إِنْ لم تكن همّةٌ فإِنّ له ... هَمْهَمَةٌ في خلالها صَخَب

يَجْبَه بالهُجْر من يخاطِبُه ... بين السَّعالي وبينه نَسَب

يَفْرقُه الناس للسّفاهةِ، وال ... عَقْرب يُخْشى وخدّه تَرِب

مُحْتَجِباً لا يزالُ وهو إِذا ... رأَيتَه بالصُّدودِ مُحْتَجِب

وإِنْ بدا سافراً لناظره ... فوجهه بالصّدودِ منتَقِب

للجمع والمنع قائمٌ أبداً ... كالفيل لا تَنْثَني له رُكَب

ومنها:

يفرحُ ما صامَ ضيْفُه وبِشَمِّ الخُبْزِ، قبل الذواقِ، يكتئب

يلتهب القلْبُ منه بالجُوع، والياقوت في التاج منه يلتهب

ومن هذه القصيدة:

أَنت جُمادى إِذا سُئلتَ ندىً ... ويومَ تُدْعى إِلى العُلى رجب

ما لك عِرْضٌ تخاف وصْمتَه ... أَيُّ طلاق يخافه عَزَب

وله من قصيدة:

من عزّ بزّ وعِزُّ الحُرّ في ظَلَفِهْ ... وإِنما يَسْغَبْ الهِرْماس من أَنَفِهْ

أَسِّسْ على العلم ما ترجو تثبُّته ... فالجهل ينقُض ما يُبْنى على جُرُفه

ومنها في المدح:

خِرْقٌ سَمَتْ كَفُّه أَن يُسْتعار لها ... وَصْفُ الغمام، جَلِيُّ القَدّ من هَيَفه

فَبِتُّ أَنْظِم في فكري مناقبه ... متى سَمِعْتَ بنظم الدرّ في صَدفه

ومنها في أن المستقيم لا يفوز بالغنى والحظ في الدنيا للمعوج:

واسم الغِنى لا يفوزُ المستقيم به ... كذلك الخطّ لا عَجْمٌ على أَلِفه

مُثَقّفُ الأَسَلِ الظمآن تُرْجعُه ... دِرْعُ الكَمِيِّ حَطيماً دون مُرْتَشَفه

والسَّيْلُ من أَجل أَنَّ الرَّعن منتصبٌ ... أضاه في منحنى الوادي ومُنْعَطفه

لأَياً تبيّن لي لما تقلّبت الأَيّ ... ام أَنّ بقاء المال في تَلَفه

أَين الذي ملك الدّنيا وضّن بها ... مضى وما حملَ الدُّنْيا على كَتِفِه

ومنها:

بالشيب فارقني ذهني، ولا ثمرٌ ... في العود بعد اشتعال النار في طرفه

وله من قصيدة في التسلية:

خُذْ ما صفا لك فالحياةُ غُرورُ ... والدّهرُ يَعْدِل تارةً ويجور

لا تَعْتِبَنَّ على الزمان، فإِنّه ... فَلَكٌ على قُطْبِ اللّجاجِ يدور

أَبداً يُوَلِّدُ ترحةً من فرحةٍ ... ويصبّ غماً منتهاه سرور

هو مُذْنبٍ وعُلاك من حسناته ... كالنار مُحْرِقةٌ ومنها النور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015