الساعي، ومنهم من يجوزه وهو يحضن الصراط بصدره، ومنهم من تأخذه النار. وإذا وقف الخلائق بين يدي الله عز وجل تطايرت الصحف بالأيمان والشمائل " فأمّا من أُوتيَ كتابه بيمينه فسوف يحاسَبُ حساباً يسيراً، وينقلبُ إلى أهله مسروراً، وأما من أُوتيَ كتابَهُ بشِماله فسوف يدعُو ثُبوراً ويصلَى سعيراً ".

وسئل بعض العلماء: كيف يؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره؟ قال: تدخل يده الشمال في صدره وتخرج من وراء ظهره، فيدفع إليه كتابه بشماله من وراء ظهره، فيدعو بالويل والثبور ويصلى سعيراً فيقال: " لا تَدْعُوا اليوم ثُبوراً واحداً وادعُوا ثبوراً كثيراً ". ثم يأتي النداء من قبل الله عز وجل: وعزتي وجلالي لا يجاوزني اليوم ظلم ظالم ولا جور جائر ولأقتصن من الشاة القرناء إذا نطحت الشاة الجماء، ولأسألن العود لم خدش العود؟ ولا يدخلن أحد من أهل الجنة الجنة ولا من أهل النار النار وفي قلبه مظلمة. فيقتص حينئذ للمظلومين من الظالمين ويؤخذ من حسنات الظالم فتوضع في صحيفة المظلوم، فإذا استوعبت حسناته وبقي عليه مظالم بعد، أُخذ من سيئات المظلوم فتوضع في سيئات الظالم، ثم يلقى في النار، وكذلك أمثاله.

قال أبي بن كعب: يجيء الرب جل جلاله يوم القيامة في ملائكة السماء السابعة وتعالى عن الرحلة والمقام فيؤتى بالجنة مفتحةً أبوابها وهي تزف بين الملائكة، يراها كل بر وفاجر، وقد احتفت بها ملائكة الرحمة، فتوضع عن يمين العرش، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة سنة، ويؤتى بالنار تقاد بسبعين ألف زمام، كل زمام يقبض عليه سبعون ألف ملك، مصفدة أبوابها، عليها ملائكة سود غلاظ شداد، معهم السلاسل الطوال وأطواق الأغلال والأنكال الثقال، وسرابيل القطران

طور بواسطة نورين ميديا © 2015