المدهشة كالأشجار والوحوش والطيور والأزهار والثمار وصور الإنسان على اختلاف الحالات والأشكال والهيئات، حتى لا يعجزهم شيء إلا الروح والنطق، ثم لا يرضون بذلك حتى إن مصورهم يفصل بين الشخص الضاحك من الغضب والضاحك من العجب والضاحك من سرور والضاحك من الخجل، ولهم الحرير المثمر، وبها المماطر التي لا تبل بالمطر، ولهم الستائر التي يستتر بها الفارس والفرس في الحرب ولا تؤثر السهام فيها ولا الجروح، ويكون زنة كل واحدة منها دون الرطل الشامي، ولهم مناديل الغمر التي إذا اتسخت ألقيت في النار فتعود جديدة ولم تحترق.
بلاد الترك: هي بلاد توازي بلاد الهند في كثر خصائصها كالمسك والسمور والسنجاب والقماقم والفنك، والثعالب السود والحذنك واليشم، والحزحار الذي يتخذ من ذنبه وعرفه المطارد.
فأما تبت فهي أيضاً من بلاد الترك، وقد خصت بجوهر شريف وعرض لطيف. فأما الجواهر فالذهب الذي ينبت فيها. وأما العرض فمن أقام بها اعتراه الفرح والسرور، ولو مات له عشرة من الأولاد لا يعتريه حزن ولا هم ولا يدري ما سبب ذلك، وإن الغريب الذي يدخلها لا يزال مسروراً منبسطاً حتى يخرج منها. وهذه خصوصية عظيمة.
خوارزم: تناسب بلاد الترك أيضاً في الخصائص، ويجلب منها السمور والوبر الفاخر والسموك المملحة والبطيخ الغريب النوع والطعم والحلاوة، وهي أشد بلاد الله برداً وشتاء، حتى إن جيون يجمد مع عمقه وعظمته فتمشي على متنه الجامد