بغداد: قال أحمد بن طاهر: هي جنة الأرض وواسطة الدنيا وقبة الإسلام ومدينة السلام وغرة البلاد ودار الخلفاء ومعدن الظرفاء واللطائف، وبها أرباب النهايات في العلوم والدرايات والحكم والصناعات هواؤها ألطف من كل هواء، وماؤها أعذب من كل ماء ونسيمها أرق من كل نسيم، لم تزل مواطن الكاسرة في سالف الزمان، الذين أظهروا المعدلة في الرعايا ووطنوا الأقاليم والبلدان ومنازل الخلفاء الأعلام في دولة الإسلام. ومن عجائبها أنها على كونها حظيرة الخلفاء ومقرها، لا يموت فيها خليفة. قال عمارة بن عقيل فيها:

قضى ربّها ان لا يموت خليفةٌ ... بها، وبما قد شاء في خلقة يقضي

الأهواز: من خصائصها أن بها ثلاثة بلاد، كل واحدة منها مخصوصة بشيء لا يوجد مثله في البلاد، منها عسكر مكرم الذي لا يكون أحد يقاومه؛ ومنها السكر الذي لا يعادله شيء في الدنيا طيباً وكثرة؛ ولا يكون إلا بها، ومنها تستر التي بها طراز الديباج الفاخر، وهو موصوف مع ديباج الروم. ومنها السوس التي بها طرز الخز النفيسة الملوكية، ومن عيوب الأهواز العقارب الجرارات القاتلة، ولا يوجد بها أحد محمر الوجه، لا رجل ولا أمرأة ولا صبي أصلاً.

فارس: من خصائصها ماء الورد الذي لا يوجد مثله في سائر الأرض طيباً. والجوري منه منسوب إلى إحدى بلادها، والموميات التي تمتحن بأن تكسر رجل ديك ثم يسقى منه وزن شعيرة فإن كان خالصاً انجبر الكسر حتى كأنه لم يكن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015