الدر واللؤلؤ: يتكون في بحر الهند وفارس. وزعم البحريون أن الصدف الدري لا يكون إلا في بحر تصب فيه الأنهار العذبة، فإذا أتى الربيع كثر هبوب الريح في البحر وارتفعت الأمواج واضطرب البحر. فإذا كان الثامن عشر من نيسان خرجت الأصداف من قعور هذه البحار ولها أصوات وقعقعة، وبوسط كل صدفة دويبة صغيرة، وصفحتا الصدفة لها كالجناحين وكالسور تتحصن به من عدو مسلط عليها وهو سرطان البحر، فربما تفتح أجنحتها لشم الهواء فيدخل السرطان مقصه بينهما ويأكلها، وربما يتحيل السرطان في أكلها بحيلة دقيقة وهو أن يحمل في مقصه حجراً مدوراً كبندقة الطين، ويراقب دابة الصدف حتى تشق عن جناحيها فيلقي السرطان الحجر بين صفحتي الصدفة فلا تنطبق فيأكلها، ففي اليوم الثامن عشر من نيسان لا تبقى صدفة في قعور البحر المعروفة بالدر واللؤلؤ إلا صارت على وجه الماء وتفتحت، حتى يصير وجه البحر أبيض كاللؤلؤ، وتأتي سحابة بمطر عظيم ثم تنقشع السحابة وقد وقع في جوف كل صدفة ما قدر الله من القطر، إما قطرة واحدة وإما اثنتان وإما ثلاثة، وهلم جراً إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015