المراكب من غير ضرورة ولا أذى، وظهورهم يدل على خروج ريح مهلك يسمى الخب.

وحكي أيضاً أنهم يرون في هذا البحر طائراً يطير وهو من نور لا يستطيع أحد النظر إليه، فإذا ارتفع على صاري المركب سكنت الريح وهدأت أمواج البحر وهو دليل السلامة، ويفقدونه ولا يعلمون أين يذهب؟.

ومن العجائب: أن طائراً في هذا البحر يسمى خرشنة أكبر من الحمام، ذكر في كتاب تحفة الغرائب أن هذا الطائر إذا طار يأتي طائر آخر يقال له كركر ويطير فاتحاً فاه يتوقع ذرق خرشنة ليقع في فيه فيأكله، وليس له قوت سواه ولا يذرق خرشنة هذا إلا وهو طائر.

ومنها دابة المسك البحري، وهي دابة تخرج من البحر كل سنة في وقت معلوم بكثرة عظيمة، فتصاد وتذبح فيوجد المسك في سرتها كالدم، وهذا المسك هو أفخر الأنواع غير أنه في مكانه وبلده لا ريح له أبداً، فإذا خرج من حد بلاده ظهر ريحه وكلما بعد زاد ريحه.

ومنها دابة تسمى ملكان تستوطن جزيرة هناك لها رؤوس كثيرة ووجوه مختلفة وأنياب معلقة ولها جناحات وهي تأكل دواب البحر، وقيل إنا تصادف برسم مراكب الملوك إذا ركب الملك قادوها أمام موكبه وألبسوها الجلال الحرير ويزينونها.

ومنها سمكة تزيد على خمسمائة ذراع توجد عند جزيرة واق واق المذكورة، إذا رفعت جناحها كانت كالجبل العظيم، يخاف على السفن منها، فإذا رأوها صاحوا وضربوا الطبول وأضرموا المكاحل النفطية حتى تهرب عنهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015