ويقال إن بين الخزر وبين بلاد المغرب أربع أمم من الترك يرجعون إلى أب واحد وهم ذوو بأس شديد وقوة، ولكل أمة منها ملك وهي: قحلى، ويجعود، ويحناك، وأبو جردد، ويقال إن الفرس لما فتحت تلك البلاد بنى قباذ مدينة البيلقان وبردغة وسد البر، وبنى أنوشروان وابنه مدينة السابران وكسكر والباب، والأبواب، وعمل على أبواب جبل القيق الذي يقال إنه جبل الفتح من خارجه ثلاثمائة وستين قصراً مما يلي أرض الخزر.
أرض الروس: وهي أرض واسعة الأقطار إلا أن العمارات بها منقطعة لا متصلة، وبين البلد والبلد مسافة بعيدة، وهم أمم عظيمة لا ينقادون لأحد من الملوك ولا لشريعة من الشرائع وعندهم معدن الذهب؛ ولا يدخل إليهم غريب إلا قتلوه في الوقت والحال: وأرضهم بين جبال محيطة بها وتخرج من هذه الجبال عيون كثيرة تقع كلها في بحيرة تعرف بطوهي وهي بحيرة كبيرة في وسطها جبل عال فيه وعول كثيرة وتبر كثير؛ ومن طرفها يخرج نهر ديانوس.
وغربي أرض الروس جزيرة دار موشة؛ وفي هذه الجزيرة أشجار أزلية كثيرة منها أشجار إذا دار حول ساقها عشرون رجلاً ومدوا باعاتهم على ساق الشجرة