لفظ وأوجزه، وَلَو قَالَ ذَلِك فِي الْإِسْلَام أَبُو الْعَتَاهِيَة أَو مَحْمُود الْوراق لما زادا. زُهَيْر بن أبي سلمى: يُقَال إِنَّه أجمع الشُّعَرَاء للكثير من الْمعَانِي فِي الْقَلِيل من الْأَلْفَاظ، وأبياته الَّتِي فِي آخر قصيدته الَّتِي أَولهَا: " أَمن أم أوفى دمنة لم تكلم " تشبه كَلَام الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام، وَهِي غرَّة حكم الْعَرَب وَنِهَايَة فِي الْحسن والجودة تجْرِي مجْرى الْأَمْثَال الرائعة الرائقة، وَهِي: وَمن يَك ذَا فضل، فيبخل بفضله ... على قومه، يسْتَغْن عَنهُ ويذمم وَمن يغترب، يحْسب عدوا صديقه ... وَمن لَا يكرم نَفسه لَا يكرم وَمن لَا يذد عَن حَوْضه بسلاحه ... يهدم، وَمن لَا يظلم النَّاس يظلم وَمهما تكن عِنْد امرىء من خَلِيقَة ... وَلَو خالها تخفى على النَّاس تعلم وَمن لَا يصانع فِي أُمُور كَثِيرَة ... يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم وَمِمَّا وَقع الْإِجْمَاع على أَنه أمدح بَيت قالته الْعَرَب قَوْله ترَاهُ إِذا مَا جِئْته، متهللا ... كَأَنَّك تعطيه الَّذِي أَنْت سائله النَّابِغَة الذبياني: يُقَال إِنَّه أحسن شعراء الْجَاهِلِيَّة ديباجة وَأَكْثَرهم رونق كَلَام، وَكَأن شعره كَلَام الْكتاب لَيْسَ فِيهِ تكلّف وَلَا تعسف، وأجود شعره النعمانيات؛ وَمن عجائبه فِيهَا أَنه شبه النُّعْمَان مرّة بِاللَّيْلِ وَمرَّة بالشمس، فسحر وبهر حَيْثُ قَالَ: فَإنَّك كالليل الَّذِي هُوَ مدركي ... وَإِن خلت أَن المنتأى عَنْك وَاسع