هذه النبوآت نفسها هي التي أغرت اليهود والنصارى بالاستقرار في بلاد العرب، ذلك بأن ارض النبي الموعود كانت قد عيّنت في الكتب المقدسة باسمها تعيينا لا يحتمل اللبس. ولسوف نلمع في هذا الفصل إلى بعض من تلك النبوآت ليس غير.

يؤكّد القرآن ان ظهور الرسول الكريم قد تنبأ به جميع الانبياء السالفين الذين أخذوا على شعوبهم ميثاقا بأن يؤمنوا به وينصروه.

والسّمة المميّزة للرسول الموعود، كما بشّروا، هي انه سوف يجيء مصدّقا لجميع أنبياء العالم. * ويذهب القرآن الكريم أيضا إلى ان الكتب السماوية كلها تشتمل على نبوآت عن مجيء الرسول. **

وهذه التوكيدات القرآنية مؤيدة تأييدا كافيا برواية مماثلة نقع عليها في صفحات «العهد الجديد» (اعمال الرسل 3: 21) . والذي يبدو أن العناية الالهية قد استنسبت أن تبعث رسولا مستقلا لاصلاح كل أمة، في العصور الخالية، عندما كانت الامم المختلفة القاطنة هذا الكوكب في عزلة مطلقة احداها عن الاخرى، وعندما لم تكن وسائل المواصلات الحديثة قد وجدت بعد. ثم إنها لكي تصهر الانظمة الدينية المختلفة في نظام واحد يعتنقها كلها، ولكي تصهر الانسانية في إخوّة كونية، بعثت نبيا يحمل رسالة إلى الجنس البشري كله. وهكذا فيما أبلغ نبأ هذا النبي الكوني كلا من الرسل السابقين من ناحية، أمر الرسول الموعود، من ناحية ثانية، بأن يشهد بصدق رسالات الانبياء السابقين جميعا حيثما بعثوا وفي أيما وقت بعثوا، في ارجاء العالم كله. والرسول الكريم، محمد عليه الصلاة والسلام، هو النبي الذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015