«اسقوني! اسقوني!» حتى يثأر للقتيل. * وكانوا يؤمنون بالعرافين وكاشفي البخت، وكانوا يعتقدون اعتقادا لا يتزعزع بأقوال هؤلاء.

وبكلمة موجزة، كان العربي في أيام الجهل التي سبقت انبثاق الاسلام يؤمن بهذه الخرافات ومئة من مثلها. ولكن محمدا، صلى الله عليه وسلم، حرّره في بضع سنين، من أصفاد العبودية الوراثية هذه جميعها، وسما به إلى قمة الاخلاق، والعلم، والحضارة. وعبثا سيقلّب التاريخ صفحاته بحثا عن اصلاح جمليّ وتثقيف شامل لشعب متفسّخ موازيين لذينك الاصلاح والتثنيف اللذين أحدثهما الرسول في أمة العرب التي كانت متردّية آنذاك في الدرك الأسفل من السقوط.

أليس في ذلك المنجز الجبار ما يجعل محمدا، المصلح العظيم، جديرا بهذا اللقب الفخور: «خير الانام» ؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015