لا شبه جزيرة، بل جزيرة تضمّ ضمن تخومها تلك الشّقّة من الارض المعروفة بما بين النهرين وسورية العربية أيضا. بيد ان خريطة العالم الحديثة لا تظهر هذين القطرين وكأنهما يؤلفان جزآ لا يتجزأ من الجزيرة، بل تخرجهما منها وبذلك تمتد بلاد العرب على مساحة مقدارها مليون ومئتا ألف ميل مربع. وحوالي ثلث هذه المساحة صحارى رملية، أكبرها تلك المعروفة ب «الدهناء» واقعة في وسط الجزء الجنوبي. وليس ثمة في البلاد كلها انهار جديرة بهذا الاسم. بيد أننا نقع ههنا وههناك على جداول وهيرات. وبعض هذه تفنى في رمال الصحراء، على حين يتمعج بعضها متخذا سبيله نحو البحر. وعبر البلاد كلها تمتد سلسلة جبال، من الجنوب إلى الشمال، تعرف بجبال السّراة، ويبلغ ارتفاع أعلى قمة من قممها ثمانية آلاف قدم. والتمر هو نتاج البلاد الرئيسي. أما في الايام الخالية فكانت بلاد العرب شهيرة بذهبها، وفضتها، وحجارتها الكريمة، وأفاويهها. ومن الحيوانات التي تعرفها تلك البلاد يعتبر الجمل أعظمها قيمة ونفعا، في حين ان الجواد العربي لا نظير له في العالم كله من حيث الجمال، والسرعة، والشجاعة.

والواقع ان بلاد ما بين النهرين وسورية العربية تؤلفان جزآ لا يتجزأ، برغم أن التقسيم السياسي الحديث يظهرهما وكأنهما مستقلتان عن البرّ الرئيسي. فأما بلاد ما بين النهرين فتمتدّ في محاذاة فارس. وهناك أسست مدينتا البصرة والكوفة، اللتان ظلّتا طويلا مركزي الثقافة الاسلامية، خلال خلافة عمر الكبير [بن الخطاب] . * وأما سورية العربية فتقع إلى الشمال، ممتدّة حتى حلب. ومن هنا أظهر الجغرافيون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015