طائفة القاديانية وتأويلاتها الباطنية لآيات القرآن الكريم

طائفة القاديانية وتأويلاتها الباطنية لآيات القرآن الكريم - د. سامي عطا حسن

مراحل تطور القاديانية

المرحلة الأولى: مرحلة الدعوة إلى الإسلام وجدال الخصوم ودعوى التجديد:

وقد استمرّت هذه المرحلة بين عام 1879م وعام 1891م، و "في هذه المرحلة ادّعى الميرزا غلام أحمد القادياني، أنّه مُصلح ومجدّد ... وأنّه مأمور من الله لإصلاح العالم، والدعوة إلى الإسلام. وكان نشاطه في هذه المرحلة يأخذ أشكالاً ثلاثة هي: المناظرة، وتجميع الأتباع، والكتابة.

المرحلة الثانية: مرحلة ادعاء أنه المسيح الموعود:

وقدْ ابتدأت هذه المرحلة سنة 1891م، "حيث أعلن أنه المسيح الموعود الذي ذكره القرآن الكريم ونصت عليه أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأنّه المصلح الذي تنتظره جميع الأقوام والأمم منذ ثلاثة عشر قرناً"، ويقسم الميرزا نفسه على هذه الدعوى بقوله "والله أني أنا المسيح الموعود وأعطاني ربي سلطاناً مبيناً".

المرحلة الثالثة: ادعاء النبوة:

ربما تكون هذه المرحلة هي التي أدّت إلى ظهور القاديانيّة وانتشار أمرها، وثمّة اتجاهٍ آخر ينفي أنّ يكون الميرزا قد ادّعى النبوة، ولكن عند مناقشة أقوال أصحاب هذا الاتجاه لا نجد فيه ما يقوى على نفي نسبة دعوى النبوّة إلى الميرزا، وهناك اتجاه ثالث يثبت أصحابه نسبة دعوى النبوّة إلى الميرزا، ولكنّهم يدافعون عن فكرته ويوضحونها بما يشعر أنها منسجمة مع ثوابت العقيدة الإسلامية.

القاديانية بعد غلام أحمد القادياني:

توفي الغلام القادياني في السادس والعشرين من شهر مايو سنه 1908م، فخلفه الحكيم نور الدين، وهو الذي اقترح على الغلام القادياني الادعاء بأنه المسيح الموعود الذي أخبرت عنه الأحاديث النبوية بنزوله آخر الزمان وبويع بالخلافة بعد وفاه الغلام أحمد القادياني..ولقب بالخليفة الأول. واستمر بالخلافة إلى أن توفي في 13مارس 1914م، ليخلفه (بشير الدين محمود) ابن مؤسس الأحمدية، وبقي في منصبه حتى وفاته عام 1965، ثم خلفه (الميرزا ناصر أحمد) المتوفى عام 1982، ثم تلاه (الميرزا طاهر أحمد) ، الذي توفي قبل أقل من عامين، حيث انتخبت الجماعة: (مسرور أحمد) المقيم في لندن زعيما لها ولا يزال. وقد انقسمت القاديانيّة بعد وفاة الحكيم نور الدين سنة 1913م إلى شعبتين، أو فرعين:

الأولى: تسمى: الجماعة اللاهورية، وهي بزعامة محمد علي اللاهوري..

والثانية: تسمى: الجماعة القاديانيّة، وهي بزعامة الميرزا بشير الدين محمود.

الشعبة الأولى: جماعة محمد علي اللاهوري:

يذكر أصحاب هذه الشعبة سبب الانقسامَ بقولهم "وفي أثر وفاته (يعني نور الدين) نتجت خلافات في العقائد أثارها (الميرزا بشير الدين) نجل الميرزا غلام أحمد المؤسس، بادّعائه أنّ والده نبيّ، فانبنى على هذا الخلاف أنْ انقسمت الجماعة إلى قسمين، سُميّت أوّلهما الجماعة القاديانيّة، ومركزها في قاديان، والأخرى الجماعة الأحمديّة بلاهور، عاصمة بنجاب الهندية، وتولّى رئاستها مولانا محمد علي"، ومن أهم معتقدات هذا الفرع: أنّهم لا ينكرون الإلهامات الإلهيّة للميرزا غلام أحمد، ويذكرون أنّ ما أُثر عنه صراحة في دعواها، إنّما هيَ تعبيرات مجازية، ومع ذلك يطلقون عليه ألقاب: مجدد القرن الرابع عشر الهجري، والمسيح الموعود.

الشعبة الثانية: جماعة الميرزا بشير الدين محمود: وأصحاب هذه الشعبة يتشبثون بقوّة وصراحة بعقيدة نبوّة الميرزا غلام أحمد، ويدافعون عن هذه العقيدة بحماسة، وبلا مواربة ولا تأويل.

وكلتا الشعبتين تتسميان بالأحمديّة، إلا أنّ أصحاب إحدى هاتين الشعبتين انتسبوا إلى اسم مؤسس الجماعة، فتسمّوا بالأحمدية، والآخرون انتسبوا إلى بلده، فتسموا بالقاديانيّة، "وكلتاهما تعتبران إلهام ووحي الميرزا - المدّعى به- حجّةً شرعيّة يجب إتباعها، ويصدّقون بكل ما جاء به الميرزا من هذا القبيل. وكذلك فإنّ الجماعة اللاهورية وإنْ كانت تُصرّح بأنّها لا ترى الميرزا نبيّاً بل مجدداً، إلا أنّها تعني من لفظ (المجدد) عين ما تقصد به جماعة بشير الدين محمود من لفظ (النبي) .

شذرات من عقائد القاديانية، وشرائعها

عقيدته في الله تعالى: (إن الله ذو طول وعرض وله أرجل وأيد ولا تحُصى وأيضاً له أعصاب وأوتار كالسلك البرقي ممتد في الجهات) و (إن الله بعد أن كشف لي الغطاء كان يمازحني مراراً)

عقيدتة في الأنبياء عامة: (أعطي كل الأنبياء حياة بمجيئي، وكل واحد من الرسل مستور تحت قميصي)

عقيدته في القرآن الكريم: (القرآن كلمات الله وكلمات لساني) .

عقيدته في الأحاديث النبوية: (الأحاديث التي تخالف إلهامي تستحق أن نلقيها مع الأوراق الرديئة في سلة المهملات) .

عقيدته في الملائكة: (لا تتنزّل الملائكة ولا ملك الموت إلى الأرض أبداً، وما الملائكة إلا اسم لحرارة الروح) . عقيدته في القيامة: (القيامة ليست آتية والتقدير ليس بشيء) .

عقيدته في الحج: (بعد ظهوري تحوّل مقام الحج إلى قاديان) .

عقائده في عيسى وأمه عليهما السلام: (كان يشرب الخمر وكان عدو الصدق متكبراً أكّالاً يدعي الألوهية مجتنباً العبادة والزهد غاية الاجتناب) . وقال: (كانت ثلاث من جداته لأبية -كذا -وثلاث من جداته لأمه بغايا وزانيات ... ؟!)

وهذا المقال منقول من كتاب طائفة القاديانية وتأويلاتها الباطنية لآيات القرآن الكريم - د. سامي عطا حسن وله من المسلمين كثير العرفان والشكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015