عكرمة- لأن محمدا وضع شرف أبيك حين جرح، وقتل عمك وابن عمك ببدر. فو الله ما كنت لأسلم ولأتكلّم بكلامك يا خالد. أما رأيت قريشا يريدون قتاله؟!
خالد- هذا أمر الجاهليّة وحميّتها. لكني والله أسلمت حين تبين لي الحق.
وبعث خالد إلى النبي بأفراس وبعث إليه بإقراره بالإسلام وعرفانه. وبلغ إسلام خالد أبا سفيان، فبعث في طلبه وسأله: أحقّ ما بلغه عنه؟ ولمّا أجابه خالد أنه حقّ، غضب وقال: «واللّات والعزّى لو أعلم أن الذي تقول حقّ لبدأت بك قبل محمد» . قال خالد: «فو الله إنه لحقّ على رغم من رغم» . فاندفع أبو سفيان في غضبه نحوه؛ فحجزه عنه عكرمة وكان حاضرا وقال: «مهلا يا أبا سفيان فو الله لقد خفت للذي خفت أن أقول مثل ما قال خالد وأكون على دينه. أنتم تقتلون خالدا على رأي رآه وقريش كلها تبايعت عليه! والله لقد خفت ألّا يحول الحول حتى يتبعه أهل مكة كلهم» . وخرج خالد من مكة إلى المدينة، فانضم إلى صفوف المسلمين.
وأسلم من بعد خالد عمرو بن العاص، وحارس الكعبة عثمان بن طلحة. وقد أسلم بإسلام هؤلاء كثير من أهل مكة واتّبعوا دين الحق. وبذلك قويت شوكة الإسلام، وأصبح فتح مكة أبوابها لمحمد أمرا لا محلّ لريبة فيه.