العاص؛ وكانت عند هند بنت عتبة بن ربيعة، وكانت تقول: هذا في سبب أبيك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة؛ «ألا تنطلق فتجيء بزينب؟» قال: بلى يا رسول الله، قال: فخذ خاتمي فأعطِها إِيَّاه. فانطلق زيد فلم يزل يتلطف، فلقي راعياً فقال: لمن ترعى؟ فقال لأبي العاص. فقال: لمن هذه الغنم؟ فقال: لزينب بنت محمد، فسار معه شيئاً ثم قال: هل لك أن أعطيك شيئاً تعطيها إياه ولا تذكره لأحد؟ قال: نعم. فأعطاه الخاتم، فعرفته. فقالت: من أعطاك هذا؟ قال: رجل. قالت: فأين تركته؟ قال: بمكان كذا وكذا. فسكتت حتى إذا كان الليل خرجت إِليه فلما جاءته قال لها: إركبي بين يدي - على بعيره -. قالت: لا، ولكن إركب أنت بين يدي، فركب وركبت وراءه حتى أتت، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «هي خير بناتي أُصيبت فيّ» فبلغ ذلك علي بن حسين رضي الله عنهما، فانطلق إلى عروة فقال: ما حديث بلغني عنك أنك تحدثه تنتقص حقَّ فاطمة؟ فقال عروة: والله ما أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب وأني أنتقص فاطمة حقاً لها، وأما بعد ذلك إِني لا أحدّث به أبداً. قال الهيثمي: روه الطبراني في الكبير والأوسط بعضه؛ ورواه البزار؛ ورجاله رجال الصحيح. انتهى.
أخرج الطبراني عن ابن عمر، وأبي هريرة، وعمار بن ياسر رضي الله عنهم قالوا: قدمت درَّة بنت أبي لهب رضي الله عنها مهاجرة، فنزلت دار رافع بن المُعلَّى الزُّرقي رضي الله عنه. فقال لها نسوة جلسن إِليها من بني زُرَيق: أَنت بنت أبي لهب الذي قال الله فيه: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ} {مَآ أَغْنَى