حياه الصحابه (صفحة 1667)

بكاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتقدَّم في يوم مؤتة بكاء عبد الله بن رواحة رضي الله عنه وقوله: أما - والله - ما بي حبُّ الدنيا ولا صبابة بكم، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار {وَإِن مّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً} (سورة مريم، الآية: 71) ؛ فلست أدري كيف لي بالصَّدَر بعد الورود.

اليقين بما وعد الله تبارك وتعالى

يقين أبي بكر رضي الله عنه بما وعد الله في حرب الروم والفرس

أخرج الترمذي عن نيار بن مُكرَم الأسلمي رضي الله عنه قال: لما نزلت {الم} {غُلِبَتِ الرُّومُ} {فِى أَدْنَى الاْرْضِ} {وَهُم مّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ} {سيغلبون في بضع سنين} (سورة الروم، الآيات: 1 - 4) فكانت فارس يوم نزلت هذه الآية قاهرين للروم، فكان السملمون يحبُّون ظهور الروم عليهم لأنهم وإياهم أهل كتاب، وفي ذلك قوله تعالى: {يومئذ يفرح المؤمنون} {بِنَصْرِ اللَّهِ} {يَنصُرُ مَن يَشَآء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} (سورة الروم، الآيتان: 4 و5) وكانت قريش تحب ظهور فارس لأنهم وإياهم ليسوا بأهل كتاب ولا إيمان بَبْعث، فلما أنزل الله هذه الآية خرج أبو بكر رضي الله عنه يصيح {الم} {غُلِبَتِ الرُّومُ} {فِى أَدْنَى الاْرْضِ وَهُم مّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} {فِى بِضْعِ سِنِينَ} فقال ناس من قريش لأبي بكر: فذاك بيننا وبينكم، زعم صاحبكم أن الروم ستغلب فارس في بضع سنين، أفلا نراهنك على ذلك؟ قال: بلى - وذلك قبل تحريم الرِّهان - فارتهن أبو بكر والمشركون وتواضعوا الرهان، وقالوا لأبي بكر: كم تجعل البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين؟ فسمِّ بيننا وبينك وسطاً ننتهي إليه، قالوا فسموا بينهم ست سنين، قال: فمضت ست السنين قبل أن يظهروا، فأخذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015