يمثل مرحلة من المراحل التي مرت بها الدعوة كما يمثل دور الصراع الفكري، إلى جانب الصراع المادي بين أنصار الدعوة وخصومها. ففيه يرد الشيخ على خصوم الدعوة ويفند أدلتهم فيما يدفعون به التهمة، وهي الإلحاد والشرك.
ويقرر الشيخ في هذا الكتاب أن ما يدعيه الذين يتعلقون بالأولياء ويتمسحون بالأضرحة، وما شاكلها أنهم يقولون: إنما ذلك لتوقير هؤلاء الصالحين، والتماس القدوة الحسنة منهم ... يرد الشيخ على هذا بأنه "إذا جاز هذا في حق الأحياء فلا يجوز في حق الأموات.. وأن الموتى قد انقطع ما بينهم وبين الحياة والأحياء، وليس ثمة فرق بين من يَرجو البركة عند قبر ولي، وبين من يعبد وثنا.. كلاهما قد جعل بينه وبين الله شفيعا يِرجى ... وما كان كفار قريش الذين حاربوا دعوة التوحيد إلا على هذه الصورة كانوا يعتقدون أن الله هو الخالق العظيم، ولكن هناك آلهة دون الله يتصرفون وينفعون ويضرون. أن هؤلاء الآلهة هي الطريق إلى الله {ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزّمر، من الآية: 3] .
ويستمر الشيخ في عرض صور من هذا الشرك ليضعها إزاء ما يعتقده بعض المسلمين في الأولياء والصالحين1. وهذا الكتَاب مطبوع عدة مرات مفردا وضمن مجموعات ومنها كتاب تَاريخ نجد لحسين بن غنام تَحقيق الدكتور ناصر الدين الأسد ص 233- ص 258 طبع القاهرة سنة 1381هـ.