وحقا إن المربي وعالم التربية لينظر إلى تليده كما ينظر إلى وليده، فبذاك وصلنا هنا، وبهذا سنصل إلى آماد بعيدة بإذن الملك الأعلى العزيز المقتدر.
وهذا النظر هو الذي دعا العالم التربوي والمعلم لأجيال الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الحقيل أن يبعث مؤلفه هذا بعد طول عتاب من المؤلف يشكو فيه هجر كاتبه له مع حاجة الجيل الملحة لمثله.
ولما أتحفني أخي الكريم د / سليمان بنسخة منه وقلبت صفحاتها الذهبية، وأجلت النظر فيما كتب ضممت عتبي إلى عتب البحث فصرنا معاتبين، وحق لنا ذلك فإن هذا البحث متميز عن نظائره، فإذا بدء به قارئه مر فيه كما يمر بالروض الأنيق، لا ملال ولا كلال، لما اشتمل عليه من حسن عرض وتوسط في الأسلوب فلا يرتفع عنه الأديب، ولا يستوعره الشاب الأريب مع توثيق للنقول والنصوص المستشهد بها، وأدى للدعوة حقها فرد على شبه المناوئين بكلام علمائها وجواب أئمتها قضاء بالحق لا يرد، تمر في الروض وكأنك ترى الدعوة في صور متلاحقة، تروقك وتشوقك تأريخا مجيدا، وعقيدة راسخة هي عقيدة الإسلام ودعوة محمد صلّى الله عليه وسلّم.
ولم يتركك المربي حتى أوقفك على تأثر كثير من الدعوات الإصلاحية بدعوة إمامنا الأواب، إما في الكل أو في بعض و"هم درجات عند الله".
فأهنئ أخي على هذا البحث، كما أني أعتذر له عن قصر هذه