الكثيرة في أنحاء الجزيرة، ومن خلال كتابة الرسائل ردا على الأسئلة التي كانت ترد إليه من أطراف الجزيرة. لقد ركز - رحمه الله - على بيان حقيقة التوحيد وتعريف الناس بربهم الحق، وما ينبغي له من التنْزيه والإجلال، وبيان حقوق الله على العباد، وأن الله هو الحقيق وحده بالعبادة دون شريك، وأن يعبد بما شرع وأن له الخلق والأمر.. ومن أجل تحقيق التوحيد وحمايته من الشرك هَاجَمَ - رحمه الله - الصوفية في عنف ظاهر وما يخيم عليها من العقائد المنحرفة، كالجبرية والاتحاد والحلول كما أعلن - رحمه الله - أن التوسل والشفاعة لا تكون بغير الله تعالى. يقول - رحمه الله - في رسالة أرسلها إلى أهل المغرب: "فمعلوم ما قد عمت به البلوى من حوادث الأمور التي أعظمها الإشراك بالله والتوجه إلى الموتى وسؤالهم النصر على الأعداء، وقضاء الحاجات وتفريج الكربات التي لا يقدر عليها إلا رب الأرض والسموات، وكذلك التقرب إليهم بالنذور وذبح القربان، والاستغاثة بهم في كشف الشدائد التي لا تصلح إلا لله، وصرف شيء من أنواع العبادة لغير الله كصرف جميعها، لانه سبحانه أغنى الشركاء عن الشرك ولا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا"1.
هذه الغاية العظيمة التي سعى الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - إلى تحقيقها وقد انبثق عن هذه الغاية العظيمة أهداف نبيلة لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان لا بد منها لتحقيق الغاية النهائية من