ويقسم الشيخ محمد بن عبد الوهاب الاجتهاد قسمين:
اجتهاد مطلق واجتهاد جزئي أو محدود، كما يقسم من يقوم به إلى مجتهد مطلق، ومجتهد مقيد، فالأول من هو مؤهل في أمور الدين وقادر على إعطاء رأي مستقل، مثل الأئمة الأربعة. والثاني من هو ليس مثل هؤلاء لكنه متعمق جداً في المسائل التي يراد الحكم فيها1.
وهكذا يتضح أن من أهم الأسس التي قامت عليها دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فتح باب الاجتهاد فيما يجوز الاجتهاد فيه، والعودة بعلماء المسلمين إلى الاجتهاد في الفروع بعد أن كان ذلك معدوماً أو شبه معدوم.
في نهاية هذا الموضوع أحب أن أشير إلى أن قلة اجتهادات الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله- تعود إلى أنه صرف جل وقته في إقرار مسألة الدعوة الكبرى إقرار التوحيد الكامل لله تعالى وعدم صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله. والقضاء على كل ما ينافي ذلك في المجتمع الإسلاميفقضية التوحيد أخذت الجانب الأكبر من جهد الشيخ ووقته ولم يتفرغ للمسائل الاجتهادية من فروع الدين.