* وعن خيثمة رحمه الله قال: تقول الملائكة: يا ربّ عبدُك المؤمن تزْوِي عنه الدنيا، وتُعرّضه للبلاء؟ قال: فيقول للملائكة: اكشفوا لهم عن ثوابه، فإذا رأوا ثوابه قالوا: يا ربّ لا يضره ما أصابه في الدنيا. قال: ويقولون: عبدك الكافر تَزِوِي عنه البلاءَ، وتبسط له الدنيا؟ قال: فيقول للملائكة: اكشفوا لهم عن عقابه، قال: فإذا رأوا عقابه قالوا: يا ربِّ لا ينفعه ما أصابه من الدنيا. [صفة الصفوة].

* وقال السري السقطي رحمه الله: لو أشفقت هذه النفوس على أديانها شفقتَها على أولادها، لاقت السرور في مَعادها. [صفة الصفوة 2/ 632].

* وقال عثمان النهدي رحمه الله: كنا في الجاهليَّة نعبُد حجرًا، فسمعنا مناديًا ينادي: يا أهلَ الرِّحال، إن رَّبكم قد هلك، فالتمسوا رّبًا، فخرجنا على كُلِّ صعبٍ وذَلُول، فبينا نحنُ كذلك إذ سمعنا مناديًا ينادي: إنا قد وجدنا ربَّكُم أو شبهه، فجئنا فإذا حَجَرٌ فنحرنا عليه الجُزُر. [السير (تهذيبه) 1/ 471].

* وما أصدق قول أبي العتاهية رحمه الله: [السير (تهذيبه) 2/ 866].

إنَّ الشَّبابَ والفراغَ والجِدَة ... مفسدةٌ لِلمَرءِ أيُّ مَفسَدَة

حَسْبُكَ مِمَّا تَبْتَغِيهِ القُوتُ ... ما أكثر القُوتَ لِمَنْ يَمُوتُ

هيَ المَقادِيرُ فلُمني أَو فَذَرْ ... إنْ كُنتُ أخطأتُ فما أخطأ القَدَرْ

* وعن أبي الفضل بن إسحاق بن محمود أنه قال: كان أبو عبد الله المروزي رحمه الله يتمنى على كبر سنه أن يولد له ابن فكنا عنده يومًا من الأيام، فتقدم إليه رجل من أصحابه فسارَّه في أذنه بشيء فرفع أبو عبد الله يديه فقال: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ} [إبراهيم: 39]. ثم مسح وجهه بباطن كفيه ورجع إلى ما كان فيه فرأينا أنه استعمل في تلك الكلمة الواحدة ثلاث سنن: إحداها أنه سمى الولد، والثانية أنه حمد الله تعالى على الموهبة، والثالثة: أنه سماه إسماعيل لأنه وُلِدَ على كِبَر سِنِّه، وقد قال الله - عزَّ وجلَّ -: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90]. [المنتظم 13/ 55].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015