قال: أحسنت، فما الخامسة؟ قال: نظرت في هذا الخلق، فأحببت واحدًا، وأبغضت واحدا، فالذي أحببته لم يعطني، والذي أبغضته لم يأخذ مني شيئًا، فقلت: من أين أتيت هذا؟ فرأيت أني أتيت هذا من قبل الحسد، فطرحت الحسد من قلبي فأحببت الناس كلهم، فكل شيء لم أرضه لنفسي لم أرضه لهم.
قال: أحسنت، فما السادسة؟ قال: رأيت الناس كلهم لهم بيت ومأوى، ورأيت مأواي القبر، فكل شيء قدرت عليه من الخير قدمته لنفسي، حتى أعمر قبري، فإن القبر إذا لم يكن عامرًا لم يستطع القيام فيه.
فقال شقيق: عليك بهذه الخصال الستة فإنك لا تحتاج إلى علم غيره. [الحلية (تهذيبه) 2/ 510].
* وعن خالد الرَّبعي رحمه الله قال: كان لقمان - عليه السلام - عبدًا حبشيًا نجارًا فقال له سيده: اذبح لي شاة، فذبح له شاة فقال له: ائتني بأطيب مضغتين فيها فأتاه باللسان والقلب، فقال: أما كان فيها شيء أطيب من هذين؟ قال: لا، قال: فسكت عنه، ثم قال له: اذبح لي شاة، فذبح له شاة، فقال له: ألق أخبثهما مضغتين، فرمى باللسان والقلب، فقال: أمرتك أن تأتيني بأطيبهما مضغتين فأتيتني باللسان والقلب، وأمرتك أن تلقي أخبثهما مضغتين فألقيت اللسان والقلب، فقال: إنه ليس شيء بأطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا. [الزهد للإمام أحمد / 126].
* وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: من وقي خمسًا فقد وقي شر الدنيا والآخرة: العجب، والرياء، والكبر، والإزراء والشهوة. [الحلية (تهذيبه) 14/ 3].
* وقال أيضًا رحمه الله: كفى بالله مُحَبًّا، وبالقرآن مؤنِسًا، وبالموت واعظًا، وبخشية الله علمًا، وبالاغترار جهلاً. [السير (تهذيبه) 2/ 779].
* وعن محمد بن يزيد بن خنيس قال: قال رجل: مررت ذات يوم بفضيل بن عياض رحمه الله فقلت له: أوصني بوصية ينفعني الله بها قال: يا عبد الله أخف مكانك، واحفظ لسانك، واستغفر لذنبك، وللمؤمنين والمؤمنات كما أمرك. [الحلية (تهذيبه) 3/ 16].