* وعن عيسى بن عمر قال: كان عمرو بن عتبة بن فرقد رحمه الله يخرج على فرسه ليلًا، فيقف على القبور فيقول: يا أهل القبور قد طويت الصحف، وقد رفعت الأعمال، ثم يبكي ويصف بين قدميه حتى يصبح، فيرجع فيشهد صلاة الصبح. [الحلية (تهذيبه) 2/ 73].
* وعن الأوزاعي رحمه الله أنه وعظ فقال في موعظته: (أيها الناس! تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من نار الله - عزَّ وجلَّ - الموقدة التي تطلع على الأفئدة؛ فإنكم في دارٍ، الثواءُ فيها قليلُ، وأنتم فيها تؤجلون خلائف بعد القرون الذين استقبلوا من الدنيا أنفها وزهرتها، فهم كانوا أطول منكم أعمارًا، وأمدَّ أجسامًا، وأعظم آثارًا؛ فجردُّوا الجبالَ، وجابوا الصخور، ونقبوا في البلاد مؤيدين ببطش شديدٍ، وأجسام كالعماد؛ فما لبثت الأيام والليالي أن طوت مدتهم، وعفت آثارهم، وأخوت منازلهم، وأنست ذكرهم، فما تحس منهم من أحدٍ ولا تسمع لهم ركزًا؛ كانوا بلهو الأمل آمنين، لبيات قومٍ غافلين، ولصباح قومٍ نادمين.
ثم إنكم قد علمتم الذي نزل بساحتهم بياتًا من عقوبة الله - عزَّ وجلَّ - فأصبح كثيرٌ منهم في ديارهم جاثمين، وأصبح الباقون ينظرون في آثار نقمة الله وزوال نعمه، ومساكن خاوية فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم، وعبرةً لمن يخشى، وأصبحتم من بعدهم في أجل منقوصٍ، ودنيا مقبوضةٍ، في زمانٍ قد ولى عفوه، وذهب رجاؤه، فلم يبق منه إلا حمة شرّ، وصبابة كدرٍ، وأهاويل عبر، وعقوبات غبر، وأرسال فتنٍ، وتتابع زلازل، ورذالة خلفٍ، بهم ظهر الفساد في البر والبحر.
فلا تكونوا أشباهًا لمن خدعه الأملُ، وغره طول الأجل، فتبلغ بالأماني.
فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن وعى نذره فانتهى، وعقل مسراه فمهد لنفسه. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 473، 474].
* وعن عبيد بن عمير رحمه الله قال: كان لرجل ثلاثة أخلاء بعضهم أخص له من بعض، فنزلت به نازلة فلقي أخص الثلاثة به فقال: يا فلان إنه نزل بي