* قال عروة بن الزبير رحمه الله: يا بني تعلموا فإنكم إن تكونوا صغراء قوم، عسى أن تكونوا كبراءهم، واسوأتاه ماذا أقبح من شيخ جاهل. [الحلية (تهذيبه) 1/ 350].
* وعن أبي علي الحسين بن محمد الماسرجسي يحكي عن جده وغيره من أهل بيته قال: كان الحسن والحسين ابنا عيسى بن ماسرجسى يركبان معًا، فيتحير الناس في حسنهما وبزتهما، فاتفقا على أن يسلما فقصدا حفص بن عبد الرحمن ليسلما على يده، فقال لهما حفص: أنتما من أجلّ النصارى، وعبد الله بن المبارك خارج في هذه السنة إلى الحج، فإذا أسلمتما على يده كان ذلك أعظم عند المسلمين وأرفع لكما في عزكما وجاهكما، فإنه شيخ أهل المشرق والمغرب، فانصرفا عنه فمرض الحسين بن عيسى، فمات على نصرانيته قبل قدوم ابن المبارك، فلما قدم أسلم الحسن على يده.
قال ابن الجوزي رحمه الله تعليقًا على هذه الرواية: " انظروا ما يعمل الجهل بأهله، فإنه لولا جهل حفص بن عبد الرحمن وقلة علمه لما أمرهما بتأخير الإسلام، لأنه لا يحل تأخيره، لكن الجهل يردي أصحابه.
ولما أسلم الحسن سمع من ابن المبارك ورحل في طلب العلم، وقدم بغداد حاجًا، فحدَّث بها، فسمع منه أحمد بن حنبل، والبخاري، ومسلم، وابن أبي الدنيا، وعدّ في مجلسه بباب الطاق اثنتا عشرة ألف محبرة ". [المنتظم 11/ 276، 277].
* وقال أبو قُبيل: أُسرتُ ببلاد الروم فأصبتُ على ركن من أركانها:
ولا تَصْحَبْ أخا الجهل ... وإيّاك وإيّاه
فكم من جاهل أَرْدَى ... حليمًا حين آخاه