ولم أطالعه منذ كتبته، وإني أعلم في أي كتاب هو، وفي أي ورقة هو، في أي صفحة هو، في أي سطر هو، وما سمعت أذني شيئًا من العلم إلا وعاه قلبي، وإني أمشي في سوق بغداد فأسمع من الغرف صوت المغنيات فأضع إصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي. [المنتظم 12/ 194].
وعن أبي العباس محمد بن جعفر الرازي أنه قال: سئل أبو زرعة الرازي رحمه الله عن رجل حلف بالطلاق أن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث هل حنث؟ قال: لا. ثم قال أبو زرعة: أحفظ مائتي ألف حديث كما يحفظ الإنسان {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، وفي المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث. [المنتظم 12/ 194].
* وعن أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: خرج أبو بكر بن أبي داود رحمه الله إلى سجستان في أيام عمرو بن الليث، فاجتمع إليه أصحاب الحديث، وسألوه أن يحدثهم فأبى، وقال: ليس معي كتاب، فقالوا له: ابن أبي داود وكتاب؟ قال: فأثاروني، فأمليت عليهم ثلاثين ألف حديث من حفظي، فلما قدمت بغداد قال البغداديون: مضى ابن أبي داود إلى سجستان، ولعب بالناس ثم فَيَّجُوا فيجًا اكتروه بستة دنانير إلى سجستان لأكتب لهم النسخة، فكتبت، وجيء بها إلى بغداد، وعرضت على الحفاظ، فخطئوني في ستة أحاديث منها ثلاثة أحاديث حدثت بها كما حدثت، وثلاثة أحاديث أخطأت فيها. [المنتظم 13/ 275، 276].
* عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه. أنه قال: الناس ثلاثة؛ عالم، ومتعلم، والثالث همج لا خير فيه. [الحلية (تهذيبه) 1/ 169].
* وقال كعب الأحبار رحمه الله: يوشك أن تروا جهال الناس يتباهون بالعلم، ويتغايرون عليه، كما يتغاير النساء على الرجال، فذلك حظهم من العلم. [الحلية (تهذيبه) 2/ 250].
* وقال الثَّوْرِيّ رحمه الله: مَن طلب الرِّياسة بالعلم سريعًا فاته عِلْمٌ كثيرٌ. [عيون الأخبار 2/ 523].