وخرجت معه حتى دخل حائطًا فسمعته وهو يقول وبيني وبينه جدار وهو في جوف الحائط -: عمر أمير المؤمنين بخ بخ والله بني الخطاب لتتقين الله أو ليعذبنك. [الزهد للإمام أحمد / 223].
* وعن سلمة بن منصور، عن مولىً لهم كان يصحب الأحنف بن قيس رحمه الله، قال: كنت أصحبه، فكان عامّةُ صلاته بالليل الدعاءَ.
وكان يجيء إلى المصباح فيضع أصبعه فيه ثم يقول: يا حُنيف ما حملك على ما صنعت يومَ كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟. [صفة الصفوة 3/ 140].
* وقال الجنيد: قال لي محمد السمين رحمه الله: كنت في وقت من الأوقات أعمل على الشوق (?)، وكنت أجد من ذلك شيئًا أنه به مشتغل، فخرجت إلى الغزو، وهذه الحالة حالي، وغزا الناس، وغزوْت معهم. فكثر العدوّ على المسلمين، وتقاربوا، والتقوا، ولزم المسلمين من ذلك خوف لكثرة الروم.
قال محمد: فرأيت نفسي في ذلك الموطن وقد لحقها روع، فاشتد ذلك عليّ، وجعلت أوبّخ نفسي، وألومها وأُؤنبها، وأقول لها: كذّابة تدّعين الشوق، فلما جاء الموطن الذي يؤمل في مثله الخروج (?) اضطربت وتغيرت؟ فأنا أوبخها إذ وقع لي أنزل إلى النهر، فأغتسل. فخلعت ثيابي واتّزرت، ودخلت النهر، فاغتسلت وخرجت، وقد اشتدّت لي عزيمة لا أدري ما هي؟ فخرجت بقوة تلك العزيمة، ولبست ثيابي، وأخذت سلاحي، ودنوت من الصفوف، وحملت بقوة تلك العزيمة حملةً وأنا لا أدري كيف أنا؟ فخرقت صفوف المسلمين، وصفوف الروم حتى صِرتُ من ورائهم، ثم كبّرت تكبيرة، فسمع الروم تكبيرًا، فظنوا أن كمينًا قد خرج عليهم من ورائهم، فولَّوا وحمل عليهم المسلمون، فقُتل من الروم بسبب تكبيرتي تلك نحو أربعة آلاف، وجعل الله - عزَّ وجلَّ - ذلك سببًا للفتح والنصر. [صفة الصفوة 2/ 641].
* وقال إبراهيم التيمي رحمه الله: مثّلتُ نفسي في الجنة آكل من ثمارها،