المعاصي، يساقون في السلاسل والأنكال، إلى الجحيم، حفاة عراة، مسودةً وجوههم، مزرقةً عيونهم، ذائبةً أجسادهم، ينادون: يا ويلنا، يا ثبورنا، ماذا نزل بنا؟! ماذا حل بنا؟! أي يُذهب بنا؟! ماذا يُراد منا؟! والملائكة تسوقهم بمقامع النيران، فمرة يجرون على وجههم ويسحبون عليها منكبين، ومرة يقادون إليها مقرنين، من بين باك دمًا بعد انقطاع الدموع، ومن بين صارخ طائر القلب مبهوت.
إنك والله لو رأيتهم على ذلك، لرأيت منظرًا لا يقوم له بصرك، ولا يثبت له قلبك، ولا تستقر لفظاعة هوله على قرارٍ قدمُك!
ثم نحب وصاح: يا سوء منظراه! يا سوء منقلباه! وبكى، وبكى الناس. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/ 496].
* وعن حماد بن خوار رحمه الله، قال: بلغنا أن أهل النار يبكون الدموع حتى تفنى، ثم يبكون الدماء، فيقول لهم الخزنة: يا معشر الأشقياء، لو كان هذا في الدار المقبولِ فيها العملُ، كان نعم الذخرُ لكم. [موسوعة ابن أبي الدنيا 6/ 445].
* وعن أبي رزين رحمه الله: في قوله: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [التوبة: 82] قال: الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاؤوا، فإذا انقطعت الدنيا وصاروا إلى الله استأنفوا بكاء لا ينقطع عنهم أبدا. [موسوعة ابن أبي الدنيا 6/ 446].
* وعن عبد الأعلى رحمه الله، قال: ما جلس قوم مجلسا فلم يذكروا الجنة والنار إلا قالت الملائكة: أغفلوا العظيمتين. [موسوعة ابن أبي الدنيا 6/ 399].
* وعن قتادة رحمه الله في قوله - تعالى -:: {لِكُلِّ بَاب مِنْهُمْ جُزْء مَقْسُوم} [الحجر: 44] قال: هي والله منازل بأعمالهم. [موسوعة ابن أبي الدنيا 6/ 401].
* وعن سليمان التيمي رحمه الله قال: في قوله: {خُذُوهُ} [الدخان: 47]، قال: لا يضع يده على شيء إلا دقه، فيقول: أما ترحمني؟ فيقول: كيف أرحمك وأرحم الراحمين لم يرحمْك؟. [موسوعة ابن أبي الدنيا 6/ 452].