* وعن أبي حمزة قال: كنت أمشي مع رباح القيسي رحمه الله فمر بصبي يبكي، فوقف عليه يسأله ما يبكيك يا بني؟ وجعل الصبي لا يحسن يجيبه ولا يرد عليه شيئا، فبكى ثم التفت إلي فقال: يا أبا حمزة ما لأهل النار راحة ولا معول إلا البكاء، وجعل يبكي. [موسوعة ابن أبي الدنيا 3/ 218].

قال أبو بكر ابن أبي الدنيا رحمه الله: كان بعض الواعظين يقول إذا حدث بهذا: أنت تحتمل محاورة مالك؟ ومالك المسلط على ما هنالك، مالك إن زجر النار التهبت حريقا لزجره، وتوقدت مستعرة انصياعا لأمره، واحتدمت تلظيا على العصاة من غضبه، ومتى يرضى من غضب عليهم لغضب ربه؟ إذا غضب مالك على النار أكل بعضها بعضا، ولم تَخْبُ من الاستعار على المعذبين خيفة غضبه. ومتى يرضى من فطره الله على طَوَال الغضب عليهم، ومن تعبَّد اللهَ بما يوصَل من أليم الهوان إليهم؟ استغاثوا بمن لا يرحمهم من ضر أصابهم، ولا يرثي لهم من جهد بلاء نزل بهم، يدعون مالكاً وقد شوهتهم النار غير مرة فأنضجتهم، ثم جددوا لها خَلْقا مستأنَفا فأكلتْهم، ويلك أيها المستغيث بمالك إن مالكاً اشتدت سَوْرَة غضبه، فهو دائب يشتفي ممن أقدم صُراحا على معصية ربه، فلا تسل عن جَهدً يلاقونه بشدته، وطعام زقوم اعترض في حلوقهم بِحرِّه وخشونته، وصديد لم يسيغوه إذا جرعوه على كراهته، ولقد نادوا بالويل عند أول نفحة من عذاب ربهم مستهم، وأقروا بالظلم حين قرنوا بندامتهم. [موسوعة ابن أبي الدنيا 6/ 436، 437].

* وقال الحسن رحمه الله: إن الأغلال لم تُجعل في أعناق أهل النار لأنهم أعجزوا الرب، ولكنهم إذا طفا بهم اللهب أرْسَبَتْهم. [موسوعة ابن أبي الدنيا 6/ 411].

* وقال أيضاً رحمه الله في قوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} [الغاشية: 2، 3] قال: لم تخشع لله في الدنيا، فأخشعها وأنصبها في النار، فذلك عملها. [موسوعة ابن أبي الدنيا 6/ 427].

* وقال أيضا رحمه الله في قوله: {إِنّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً} [الفرقان: 65] قال: الغرام: اللازم الذي لا يفارق صاحبه أبداً، وكل عذاب يفارق صاحبه فليس بغرام. [موسوعة ابن أبي الدنيا 6/ 444].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015