* وقال الحسن بن الربيع: سمعت ابن المبارك رحمه الله حين حضرته الوفاة وأقبل نُصَير يقول له: يا أبا عبد الرحمن قل: لا إله إلاَّ الله، فقال له: يا نُصَير قد تَرى شدّة الكلام عليَّ، فإذا سمعتَني قُلتُها فلا تردّها عليّ حتى تَسْمَعني قد أحدثتُ بعْدها كلامًا، فإنما كانُوا يستحبّون أنْ يكُون آخر كلام العَبْد ذلك. [صفة الصفوة 4/ 380].

(حـ) فوائد متفرقة:

* عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: إن المؤمن إذا مات بكى عليه مصلاة من الأرض، ومَصعد عمله من السماء، ثم تلا: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ} [الدخان: 29]. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/ 487].

* وعن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قالا: لما اتخذ الله إبراهيم خليلًا، سأل ملك الموت ربه أن يأذن له فيبشر إبراهيم - عليه السلام - بذلك، فأذن له، فجاء إبراهيم فبشره، فقال: الحمد لله، ثم قال: يا ملك الموت! أرني كيف تقبض أنفاس الكفار؟ قال: يا إبراهيم لا تطيق ذلك، قال: بلى، قال: فأعرض إبراهيم، ثم نظر فإذا برجل أسود ينال رأسه السماء، يخرج من فيه لهب النار، ليس من شعره في جسده إلا في صورة رجل يخرج من فيه ومسامعه لهب النار، فغشي على إبراهيم - عليه السلام - ثم أفاق وقد تحول ملك الموت في الصورة الأولى، فقال: يا ملك الموت! لو لم يلق الكافر من البلاء والحزن إلا صورتك لكفاه، فأرني كيف تقبض أنفاس المؤمنين؟ قال: أعرض، فأعرض، ثم التفت فإذا هو برجل شاب أحسن الناس وجها، وأطيبهم ريحًا في ثياب بيض، فقال: يا ملك الموت! لو لم ير المؤمن عند موته من قرة العين والكرامة إلا صورتك هذه لكان يكفيه. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/ 468].

* وعن وهيب بن الورد رحمه الله، قال: بلغنا أنه ما من ميت يموت حتى يتراءى ملكاه اللذان كانا يحفظان عليه عمله في الدنيا، فإن كان صحبَهما بطاعة، قالا له: جزاك الله عنا من جليس خيرًا، فرُب مجلس صدق قد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015