* وعن هشام قال: دعا مالك بن المنذر محمد بن واسع رحمه الله وكان على شرط البصرة. فقال: اجلس على القضاء، فأبى محمد، فعاوده فأبى فقال: لتجلس أو لأجلدنك ثلاثمائه. فقال له محمد: إن تفعل فأنت مسلط، وإن ذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة. [الحلية (تهذيبه) 1/ 414].
* وعن الحسين بن زياد قال: سمعت منيعًا يقول: مر تاجر بعشَّارين فحبسوا عليه سفينته، فجاء إلى مالك بن دينار رحمه الله، فذكر ذلك له، فقام مالك فمشى معه إلى العشارين، فلما رأوه، قالوا: يا أبا يحيى ألا بعثت إلينا؟ ما حاجتك؟ قال: حاجتي أن تخلوا سفينة هذا الرجل. قالوا: قد فعلنا، قال: وكان عندهم كوز يجعلون فيه ما يأخذون من الناس من الدراهم، فقالوا: ادع الله لنا يا أبا يحيى، قال: قولوا للكوز يدعو لكم! أدعو لكم وألف يدعو عليكم، أترى يستجاب لواحد ولا يستجاب لألف. [الحلية (تهذيبه) 1/ 426].
* وعن شعيب بن حرب قال: جاءت امرأة إلى سفيان الثوري رحمه الله فقالت: إن ابني ضيعني وترك عمله، فقال: في أي شيء أخذ ابنك؟ قالت: في الحديث، قال: احتسبيه. [الحلية (تهذيبه) 2/ 399].
* وعن الحسن بن مليح الطرايفي، قال: حدثنا لؤلؤ خادم الرشيد قال: جرى بين هارون الرشيد وبين ابنة عمه زبيدة مناظرة وملاحاة في شيء من الأشياء، فقال هارون لها في عرض كلامه: أنت طالق إن لم أكن من أهل الجنة، ثم ندم واغتما جميعًا بهذه اليمين، ونزلت بهما مصيبة لموضع ابنة عمه منه.
فجمع الفقهاء وسألهم عن هذه اليمين فلم يجد منها مخرجًا، ثم كتب إلى سائر البلدان من عمله أن يحمل إليه الفقهاء من بلدانهم، فلما اجتمعوا جلس لهم وأدخلوا عليه، وكنت واقفًا بين يديه لأمر إن حدث يأمرني بما شاء فيه، فسألهم عن يمينه، وكنت المعبر عنه، وهل له منها مخلص، فأجابه الفقهاء بأجوبة مختلفة، وكان إذ ذاك فيهم الليث بن سعد رحمه الله فيمن أشخص من مصر، وهو جالس في آخر المجلس لم يتكلم بشيء وهارون يراعي الفقهاء واحدًا واحدًا.