* ولما احتضر عبد الرحمن بن الأسود رحمه الله بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أسفًا على الصوم والصلاة، ولم يزل يقرأ القرآن حتى مات. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/ 348].
وكان مفضَّل بن يونس رحمه الله إذا جاء الليل قال: ذهب من عمري يوم كامل، فإذا أصبح قال: ذهبت ليلة كاملة من عمري، فلما احتضر بكى وقال: قد كنت أعلم أن لي من كرَّكُما علي يوما شديدا كربه، شديدا غُصَصه، شديدا غمه، فلا إله إلا الذي قضى الموتَ على خلقه، وميزه عدلا بين عباده، ثم جعل يقرأ: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 2] ثم تنفس فخرجت نفسه. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/ 349].
* ولما احتُضر أبو عمران الجوني رحمه الله جعل يبكي فقيل له: ما يبكيك رحمك الله؟ قال: ذكرت والله تفريطي فبكيت. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/ 349].
* ولما حضر أبا عطية رحمه الله الموتُ جَزع منه، فقيل له: أتجزع من الموت؟ فقال: وما لي لا أجزع! وإنما هي ساعة، ثم لا أدري أين يسلك بي؟. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/ 350].
* وعن غاضرة بن قرهد قال: دخلنا على حسان بن أبي سنان رحمه الله، وقد حضره الموت، وقال له بعض إخوانه: كيف تجدك؟ قال: أجدني بحال الموت، قالوا: أفتجد له أبا عبد الله كربًا شديدًا؟ فبكى ثم قال: إن ذاك، ثم قال: ينبغي للمؤمن أن يسليه عن كرب الموت وألمه: ما يرجو من السرور في لقاء الله. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/ 350].
* وحضرَ الموتُ رجلا من الصالحين رحمه الله، فبكى فقيل له: علام تبكي، فإنما هي الدنيا التي تعرفها!، فقال: ليس عليها أبكي، ولكني والله أبكي على فراق الذكر ومجالس أهله. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/ 350].
* وعن حاتم بن سليمان قال: دخلنا على عبد العزيز بن سليمان رحمه الله وهو يجود بنفسه، فقلت: كيف تجدك؟ قال: أجدني أموت، فقال له بعض إخوانه: على أية حال رحمك الله؟ فبكى ثم قال: ما نُعوِّل إلا على حسن الظن بالله، قال: فما خرجنا من عنده حتى مات. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/ 351].