* عن أسلم، قال: بينا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يعرض للناس، إذا مر به رجل معه ابن له على عاتقه. فقال عمر: ما رأيت غرابًا بغراب أشبه بهذا من هذا. فقال الرجل: أما والله يا أمير المؤمنين، لقد ولدته أمه وهي ميتة. قال: ويحك، وكيف ذاك؟.
قال: خرجت في بعث كذا وتركتها حاملاً، وقلت: أستودع الله ما في بطنك، فلما قدمت من سفري أُخبرت أنها قد ماتت.
فبينا أنا ذات ليلة قاعد في البقيع مع بني عم لي، إذ نظرت فإذا ضوء يشبه السراح في المقابر.
فقلت لبني عمي: ما هذا؟ قالوا: لا ندري، غير أننا نرى هذا الضوء كل ليلة عند قبر فلانة.
فأخذت معي فأسًا، ثم انطلقت نحو القبر، فإذا القبر مفتوح، وإذا هذا في حجر أمه. فدنوت، فناداني مناد: أيها المستودع ربه: خذ وديعتك، أما لو استودعت أمه لوجدتها. فأخذت الصبي، وانضم القبر. [موسوعة ابن أبي الدنيا 2/ 338، 339].
* وعن ابن عباس، قال: قال عمر بن الخطاب: أخرجوا بنا إلى أرض قومنا. قال ابن عباس: فخرجنا، فكنت أنا وأُبي بن كعب - رضي الله عنه - في مؤخرة الناس، فهاجت سحابة، فقال أبي: اللهم اصرف عنا أذاها.
فلحقناهم وقد ابتلت رحالهم. فقال عمر: ما أصابكم الذي أصابنا؟
قلت: إن أبا المنذر دعا الله أن يصرف عنا أذاها، فقال عمر: ألا دعوتم لنا معكم؟. [موسوعة ابن أبي الدنيا 2/ 332].
* وعن ثابت البناني، قال: شكى قَيّم لأنس بن مالك - رضي الله عنه - في أرضه العطش، فصلى أنس فدعا، فثارت سحابة حتى غشيت أرضه فملأت صهريجه، فأرسل غلامه فقال: انظر أين بلغت هذا، فنظر، فإذا هي لم تَعْدُ أرضه. [موسوعة ابن أبي الدنيا 2/ 337، المنتظم 6/ 304، 305].