لهم صابونًا بدانقين، وكانت نفقة رمضان كله بدرهم وأربعة دوانيق ونصف. [المنتظم 12/ 382].
* وعن أبي علي الحسين بن خيران الفقيه قال: مرّ أبو تراب النخشبي رحمه الله بمزين، فقال له: تحلق رأسي لله - عزَّ وجلَّ -: فقال له: اجلس. فجلس، فبينما يحلق رأسه مرّ به أمير من أهل بلده، فسأل حاشيته، فقال لهم: أليس هذا أبو تراب؟ قالوا: نعم! فقال: إيش معكم من الدنانير؟ فقال له الرجل من خاصته: معي خريطة فيها ألف دينار، فقال له إذا قام أعطها له واعتذر إليه وقل له: لم يكن معنا غير هذه، فجاء الغلام إليه فقال له: إن الأمير يقرأ عليك السلام وقال لك: ما حضر معنا غير هذه الدنانير، فقال له: ادفعها إلى المزين، فقال له المزين: إيش أعمل بها؟ فقال: خذها، فقال: والله لو أنها ألفي دينار ما أخذتها! فقال له أبو تراب: عد إليه وقل له: إن المزين ما أخذها، خذها أنت فاصرفها في مهماتك. [المنتظم 11/ 335].
* وعن عبد الملك الميموني أنه قال: حدَّثت أبا عبد الله أحمد بن حنبل: لما رأيت قدر عمي - عمرو بن ميمون رحمه الله - عند أبي جعفر قلت: يا عم، لو سألت أمير المؤمنين أن يقطعك قطيعة. فسكت عني، فلما ألححت عليه قال: يا بني، إنك لتسألني أن أسأله شيئًا قد ابتدأني به هو غير مرة، فقد قال لي يومًا: يا أبا عبد الله، إني أريد أن أقطعك قطيعة وأجعلها لك طيبة، وإن أحبابي وولدي وأهلي يسألوني ذلك، فآبى عليهم، فما يمنعك أن تقبلها؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين، إني رأيت لهم الرجل على قدر انتشار صيته، وإني يكفيني من همّي ما أحاطت به داري، فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني فعل، قال: قد فعلت. فقال أحمد بن حنبل: أعده عليَّ. فأعدته عليه حتى حفظه. [المنتظم 8/ 93، 94].
* وعن علي بن بكار قال: كنا جلوسًا بالمصيصة وفينا إبراهيم بن أدهم رحمه الله، فقدم رجل من خراسان فقال: أيكم إبراهيم بن أدهم، فقال القوم: هذا. قال: إن إخوتك بعثوني إليك، فلما سمع بذكر إخوته قام فأخذ بيده فنحَّاه، فقال: ما جاء بك؟ فقال: أنا مملوك معي فرس وبغلة وعشرة