فلما مات عبد الملك وتصدع الناس عن قبره، وقف (?) عليه، فقال له: أنت عبد الملك الذي كنت تعدني فأرجوك، وتوعدني فأخافك؟ أصبحت وليس معك من ملكك غير ثوبك، وليس لك منه غير أربعة أذرع في عرض ذراعين!.
ثم انكفأ إلى أهله، واجتهد في العبادة، حتى صار كأنه شنٌّ بالٍ، فدخل عليه بعض أهله فعاتبه في نفسه، وإضراره بها، فقال لقائله: أسألك عن شيء تصدقني عنه ما بلغه علمك؟ قال: نعم، قال: أخبرني عن حالك التي أنت عليها، أترضاه للموت؟ قال: اللهم لا، قال: فهل عزمت على انتقال منها إلى غيرها؟ قال: ما أنصحت رأيي في ذلك، قال: أفتأمن أن يأتيك الموت على حالك التي أنت عليها؟ قال: اللهم لا، قال: فبعد الدار التي أنت فيها معتمل؟ قال: اللهم لا، قال: حالٌ ما أقام عليها عاقل، ثم انكفأ إلى مصلاه. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/ 573].
* وقال بعض الحكماء: من كان الليل والنهار مطيَّتيه: سارا به وإن لم يسر. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/ 576].
* وكان بشير بن كعب رحمه الله يقول: انطلقوا حتى أريكم الدنيا!، فيجيء بهم إلى السوق - وهي يومئذ مزبلة - فيقول: انظروا إلى دجاجهم، وبطهم، وثمارهم. [موسوعة ابن أبي الدنيا 3/ 367].
* وعن عبد الرحمن بن حفص قال: بعث بعض الأمراء إلى عمر بن المنكدر رحمه الله بمالٍ، فجاء به الرسول فوضعه بين يديه، فجعل عمر ينظر إليه ويبكي، فأرسل الرسولُ إلى صاحبه فأخبره بذلك، فأرسل ربيعة بن أبي عبد الرحمن رحمه الله يستعلم علم ذلك البكاء. فجاء ربيعة فقال: يا أخي ما الذي أبكاك من صلة الأمير لك؟ قال: إني والله خشيت أن تغلب الدنيا على قلبي فلا يكون للآخرة فيه نصيب، فذاك الذي أبكاني، قال: فأمر بالمال فتصدق به على فقراء أهل المدينة، فجاء ربيعة فأخبر الأمير بذلك فبكى وقال: هكذا والله يكون الخير. [موسوعة ابن أبي الدنيا 3/ 181].