التواضع وذم الكبر

* عن الحسن، قال: خرج عمر - رضي الله عنه - في يوم حار واضعا رداءه على رأسه قال: فمر به غلام على حمار، فقال: يا غلام احملني معك، قال: فوثب الغلام عن الحمار، فقال: اركب يا أمير المؤمنين قال: لا اركب، وأركب أنا خلفك، تريد أن تحملني على المكان الخشن، وتركب على المكان الوطيء، ولكن اركب أنت، وأكون أنا خلفك، قال: فدخل المدينة وهو خلفه، والناس ينظرون إليه. [موسوعة ابن أبي الدنيا 5/ 136].

* وعن إبراهيم بن حمزة قال: أُتي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ببرود من اليمن فقسمها بين المهاجرين والأنصار، وكان فيها برد فائق، فقال: إن أعطيته أحدًا منهم غضب أصحابه ورأوا أنه فضلته عليهم، فدلوني على فتى من قريش نشأ نشأة حسنة أعطيه إياه، فأسمو المسور بن مخرمة، فدفعه إليه، فنظر إليه سعد بن أبي وقاص على المسور، فقال: ما هذا؟ قال: كسانيه أمير المؤمنين، فجاء سعد إلى عمر فقال: تكسوني هذا البرد وتكسو ابن أخي أفضل منه؟ فقال: يا أبا إسحاق، إني كرهت أن أعطيه أحدًا منكم فيغضب أصحابه فأعطيته فتى نشأ نشأة حسنة حتى لا يتوهم فيه أني أفضله عليكم، فقال سعد: فإني قد حلفت لأضربن بالبرد الذي أعطيتني رأسك، فخضع له عمر رأسه وقال: عندك يا أبا إسحاق فارفق الشيخ بالشيخ، فضرب رأسه بالبرد. [المنتظم 6/ 33].

* وعن مجالد بن سعيد، قال: لما أتى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الخبر بنزول رستم القادسية كان يستخبر الركبان عن أهل القادسية من حين يصبح إلى انتصاف النهار، ثم يرجع إلى أهله، فلما لقيه البشير سأله: من أين جاء؟ فأخبره، قال: يا عبد الله، أخبرني، قال: هزم الله العدو، وعمر يحث معه ويستخبره، والبشير يسير يحث ناقته لا يعرفه حتى دخل المدينة، فإذا الناس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015