* وقال بشر بن الحارث رحمه الله: الصدقة أفضل من الحج والعمرة والجهاد، ثم قال: ذاك يركب ويرجع ويراه الناس، وهذا يعطي سرًا لا يراه إلا الله - عزَّ وجلَّ. [الحلية (تهذيبه) 3/ 91].
* وعن محمد بن حيان قال: كان أحمد بن مهدي رحمه الله ذا مال كثير نحو ثلاثمائة ألف درهم، فأنفقه كله على العلم، وذكر أنه لم يعرف له فراش أربعين سنة. [المنتظم 13/ 284، 285].
* وعن سهل بن مبشر قال: لما رجع عبد الله بن طاهر رحمه الله من الشام، صعد فوق سطح قصره، فنظر إلى دخان يرتفع في جواره، فقال: ما هذا الدخان؟ فقيل: لعل القوم يخبزون، فقال: ويحتاج جيراننا أن يتكلفوا ذلك؟! ثم دعا حجبه وقال: امض ومعك كاتب فأحص جيراننا ممن لا يقطعهم عنا شارع. فمضى فأحصاهم، فبلغ عددهم أربعة آلاف نفس، فأمر لكل واحد منهم كل يوم بمنَّين خبزًا ومنًّا لحمًا، ومن التوابل في كل شهر عشرة دراهم، والكسوة في الشتاء مائة وخمسين درهمًا وفي الصيف مائة درهم، وكان ذلك دأبه مدة مقامه ببغداد، فلما خرج انقطعت الوظائف إلا الكسوة ما عاش أبو العباس. [المنتظم 11/ 158، 159].
* وقال المهدي: ما توسل أحد بوسيلة ولا تذرع بذريعة هي أقرب إلي وأحب من أن يذكرني يدًا سلفت مني إليه أتبعها أختها وأحسن ربها، لأن منع الأواخر يقطع شكر الأوائل. (?) [المنتظم 8/ 210].
* وعن فائقة بنت عبد الله أنها قالت: بينا أنا يومًا عند المهدي وكان قد خرج متنزهًا إلى الأنبار إذ دخل عليه الربيع ومعه قطعة من جراب فيه كتاب برماد وختم من طين قد عجن بالرماد، وهو مطبوع بخاتم الخلافة، فقال: يا أمير المؤمنين، ما رأيت أعجب من هذه الرقعة، جاءني بها رجل أعرابي وهو ينادي: هذا كتاب أمير المؤمنين المهدي، دلوني على هذا الرجل الذي يسمى الربيع فقد أمرني أن أدفعها إليه - أعني هذه الرقعة -. فأخذها المهدي