الورع

* عن زيد بن أرقم أنه قال: كان لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه - مملوك يغل عليه، فأتاه ليلة بطعام فتناول منه لقمة، فقال له المملوك: مالك كنت تسألني كل ليلة ولم تسألني الليلة؟ قال: حملني على ذلك الجوع، من أين جئت بهذا؟ قال: مررت بقوم في الجاهلية فرقيت لهم فوعدوني، فلما كان اليوم مررت بهم فإذا عرس لهم، فأعطوني، فقال: أُفٍّ لك، كدت أن تهلكني، فأدخل يده في حلقه فجعل يتقيأ وجعلت لا تخرج، فقيل له: إن هذه لا تخرج إلا بالماء، فدعا بماء فجعل يشرب ويتقيأ حتى رمى بها، فقيل له: يرحمك الله، كل هذا من أجل هذه اللقمة، قال: لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به ". فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة. [المنتظم 4/ 62].

* وعن نعيم بن أبي هند، أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يدفع إلى امرأته طيبًا للمسلمين كانت تبيعه، فتزن فترجح وتنقص فتكسر بأسنانها، فتُقوم لهم الوزن، فعلق بأصبعها منه شيء فقالت بأصبعها في فيها، فمسحت به خمارها، وأن عمر جاء فقال: ما هذه الريح؟ فأخبرته خبرها، فقال: تطيبين بطيب المسلمين! فانتزع خمارها، فجعل يقول بخمارها في التراب ثم يشمه ثم يصب عليها الماء ثم يقول به في التراب، حتى ظن أن ريحه قد ذهبت، ثم جاءتها العطارة مرة أخرى فباعت منها فوزنت لها فعلق بأصبعها منها شيء، فقالت فأصبعها في فيها ثم قالت بأصبعها في التراب، فقالت العطارة: ما هكذا صنعت أول مرة! فقالت: أو ما علمت ما لقيت منه؟ لقيت منه كذا ولقيت كذا وكذا. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 209، 210].

* وعن يحيى بن سعيد؛ أن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه كانت له

طور بواسطة نورين ميديا © 2015