* وعن الحسن بن غالب المقرىء أن بكر بن شاذان رحمه الله وأبا الفضل التميمي جرى بينهما كلام، فبدر من أبي الفضل كلمة ثقلت على بكر وانصرفا، ثم ندم التميمي فقصد أبا بكر بن يوسف، فقال له: قد كلمت بكرًا بشيء جفا عليه وندمت على ذلك، وأريد أن تجمع بيني وبينه، فقال له ابن يوسف: سوف يخرج لصلاة العصر، فخرج بكر وجاء إلى ابن يوسف والتميمي عنده، فقال له التميمي: أسألك تجعلني في حل، فقال: سبحان الله ما فارقتك حتى أحللتك، وانصرف، فقال التميمي: قال لي والدي: يا عبد الواحد احذر أن تخاصم من إذا نمت كان منتبهًا؟ قال ابن غالب: وانصرف التميمي. وكان لبكر ورد من الليل لا يخل به. [المنتظم 15/ 104].
* وعن منير مولى الفضل بن أبي عياش أنه قال: كنت جالسًا مع ابن منبه رحمه الله، فأتاه رجل، فقال: إني مررت بفلان وهو يشتمك فغضب وقال: ما وجد الشيطان رسولاً غيرك، فما برحت من عنده حتى جاءه ذلك الشاتم فسلم على وهب فرد عليه ومد يده وصافحه وأجلسه إلى جنبه. [المنتظم 7/ 142].
* وقال ابن الجوزي رحمه الله: كان أبو السوار رحمه الله من العلماء الحلماء الحكماء الزهاد الثقات، سبّه رجل وهو يمشي ساكتًا، فلما دخل منزله قال للرجل: حسبك إن شئت.
وقال هشام: كان أبو السوار يعرض له الرجل فيشتمه فيقول: إن كنت كما قلت إني إذًا لرجل سوء. [المنتظم 7/ 120].
* وعن الحسن بن جعفر عن أبيه أنه قال: لما أفضت الخلافة إلى بني العباس اختفى رجال من بني أمية، وكان فيمن اختفى إبراهيم ابن سليمان بن عبد الملك، حتى أخذ له داود بن علي بن عبد الله أمانًا من أبي العباس، فقال له أبو العباس يومًا: حدثني عما مر بك في اختفائك فقال: كنت يا أمير المؤمنين مختفيًا بالحيرة في منزل شارع على الصحراء. فبينا أنا ذات يوم على ظهر بيت نظرت إلى أعلام سود قد خرجت من الكوفة تريد الحيرة، فوقع في روعي أنها تريدني، فخرجت من الدار متنكرًا حتى دخلت الكوفة ولا أعرف