فتَذهبُ، فكنت أشتهي أن يكون بعدد شعري أنفسٌ تُلقى في النار في الله. فقال له الطاغية: هل لك أن تقبِّل رأسي وأخلِّي عنك؟ فقال له عبد الله: وعن جميع الأسارى؟ قال: نعم. فقبَّلَ رأسَه، وقدم بالأُسارى على عُمر، فأخبرَه خبره. فقال عمر: حقٌّ على كل مسلم أن يقبّل رأسَ ابن حُذافَةَ، وأنا أبدأ، فَقبَّل رأسَه. [السير (تهذيبه) 1/ 211].
* وعن محمد بن كعب، عن عبد الله بن أنيس الجهني - رضي الله عنه -؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من لي بخالد بن نبيح) رجل من هذيل، وهو يومئذ قبل عرفة بعرنة، قال عبد الله بن أنيس: أنا يا رسول الله انعته لي، قال: (إذا رأيته هبته) قال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق، ما هبت شيئًا قط.
قال: فخرج عبد لله بن أنيس، حتى أتى جبال عرفة فلقيه قبل أن تغيب الشمس، قال عبد الله: فلقيت رجلاً فرعبت منه، حين رأيته، فعرفت حين قريت منه أنه ما قال رسول الله، فقال لي: من الرجل؟ فقلت: باغي حاجة هل من مبيت؟ قال: نعم فالحق، فرحت في أثره فصليت العصر ركعتين خفيفتين وأشفقت أن يراني، ثم لحقته فضربته بالسيف، ثم خرجت فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته
* قال محمد بن كعب: فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مخصرة فقال: (تخصَّر بهذه حتى تلقاني بها يوم القيامة، وأقل الناس المتخصِّرون) قال محمد بن كعب: فلما توفي عبد الله بن أنيس، أمر بها فوضعت على بطنه وكفن ودفن ودفنت معه. [الحلية (تهذيبه) 1/ 255].
* وعن ابن عمر قال: فقدنا جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - يوم مؤتة فطلبناه في القتلى، فوجدنا به بين طعنة ورمية بضعًا وتسعين، ووجدنا ذلك فيما أقبل من جسده. [الحلية (تهذيبه) 1/ 111]. وعن عباد حدثني أبي - الذي أرضعني - وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة قال: والله لكأني أنظر إلى جعفر، حين اقتحم عن فرس له شقراء، ثم عقرها ثم قاتل حتى قتل. وقال: قال فأنشأ جعفر يقول:
يا حبذا الجنة واقترابها ... طيبة وبارد شرابها