يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل. [المنتظم 6/ 141].
* وعن مسلم بن يسار؛ أنه قال: قدمت البحرين واليمامة على تجارة فإذا أنا بالناس مقبلين ومدبرين نحو منزل فقصدت إليه، فإذا أنا بامرأة جالسة في مصلاها عليها ثياب غليظة، وإذا هي كئيبة محزونة قليلة الكلام، وإذا كل من رأيت ولدها وخولها وعبيدها، والناس مشغولون بالبياعات والتجارات، فقضيت حاجتي ثم أتيتها وودعتها فقالت: حاجتنا إليك أن تأتيها إذا جئت إلينا بحاجة فتنزل بنا.
قال: فانصرفت فلبثت حينًا، ثم إني توجهت إلى بلدها في حاجة، فلما قدمتها لم أر دون منزلها شيئًا مما كنت رأيت، فأتيت منزلها فلم أر أحدًا، فأتيت الباب فاستفتحت فإذا أنا بضحك امرأة وكلامها ففتح لي، فدخلت فإذا أنا بها جالسة في بيت، وإذا عليها ثياب حسنة رقيقة، وإذا الضحك الذي سمعت كلامها وضحكها، وإذا امرأة ليس معها في بيتها شيء قط. فاستنكرت وقلت قد رأيتك على حالين فيهما عجب، حالك في قدمتي الأولى وحالك هذه.
قالت: لا تعجب، فإن الذي قد رأيت من حالتي الأولى، إني كنت فيما رأيت من الخير والسعة، وكنت لا أصاب بمصيبة في ولد ولا خول ولا مال ولا أوجه في تجارة إلا سلمت ولا يبتاع لي شيء إلا ربحت فيه، وتخوفت أن لا يكون لي عند الله خير، فكنت مكتئبة لذلك، وقلت: لو كان لي عند الله خير لابتلاني. فتوالت علي المصائب في ولدي الذي رأيت وخولي ومالي وما بقي لي منه شيء، فرجوت أن يكون الله قد أراد بي خيرًا فابتلاني وذكرني ففرحت لذلك وطابت نفسي.
فانصرفت فلقيت عبد الله بن عمر فأخبرته بخبرها. فقال: رحم الله هذه، ما فاتها أيوب النبي - عليه السلام - إلا بقليل. (?) [الحلية (تهذيبه) 1/ 396، 397].
* وعن ثابت البناني: أن صلة بن أشيم كان في مغزًى له، ومعه ابن له