فقير، وأصحابه إلى هذا أفقر من أصحابي، فليفرقه عليهم. فعدت فأخبرته، فقال: الحمد لله الذي سلمه منا، وسلمنا منه. [المنتظم 14/ 254، 255].
* وقال ابن الجوزي رحمه الله: كتب أبو الوفاء بن عقيل رحمه الله إلى الوزير ابن جهير إحراق العوام بالشريعة في بناء السور (?)، كان فيه مما نقلته من خطه: لولا اعتقادي صحة البعث، وأن لنا دارًا أخرى لعلي أكون فيها على حال أحمدها لما بغضت نفسي إلى مالك عصري وعلى الله أعتمد في جميع ما أورده بعد أن أشهده أني محب متعصب، لكن إذا تقابل دين محمد ودين بني جهير فوالله ما أزن هذه بهذه، ولولا ذلك لكنت كافرًا (?)،
فأقول: إن كان هذا الخرق الذي جرى بالشريعة عن عمد لمناصبة واضعها فما بالنا نعتقد الختمات ورواية الأحاديث، وإذا نزلت بنا الحوادث تقدمنا مجموع الختمات والدعاء عقيبها ثم بعد ذلك طبول وسواني ومخانيث وخيال وكشف عورات الرجال مع حضور النساء إسقاطًا لحكم الله، وما عندي يا شرف الدين أن فيك أن تقوم لسخطة من سخطات الله، ترى بأي وجه تلقى محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، بل لو رأيته في المنام مقطبًا كان ذلك يزعجك في يقظتك، وأيُّ رمةٍ تبقى لوجوهنا وأيدينا وألسنتنا عند الله إذا وضعنا الجباه ساجدة، ثم كيف نطالب الأجناد تقبيل عتبة ولثم ترابها، ونقيم الحد في دهليز الحريم صباحًا ومساءً على قدح نبيذ مختلف فيه، ثم تمرح العوام في المنكر المجمع على تحريمه، هذا مضاف إلى الزنا الظاهر بباب بدر، ولبس الحرير على جميع المتعلقين والأصحاب، يا شرف الدين اتق سخط الله فإن سخطه لا تقاومه سماء ولا أرض فإن فسدت حالي بما قلت، فلعل الله يلطف بي ويكفيني هوائج الطباع، ثم لا تلمنا على ملازمة البيوت والاختفاء عن العوام، لأنهم إن سألونا لم نقل إلا ما يقتضي الإعظام لهذه القبائح، والإنكار لها والنياحة على الشريعة، أترى لو جاءت معتبة من الله سبحانه في منام، أو على لسان نبي لو كان قد بقي للوحي