جَمَعْتُ في مخْتَصَرِي هَذَا أَرْوَعَ وَأَمْتَعَ مَا دَوَّنَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ عن أَئِمَّةِ المحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ وَالمُفَسِّرِينَ وَالزُّهَّاد، مِن أَقْوَالِهِمْ وَمَوَاقِفِهِمْ، وَاخْتَصَرْتُ بِالطَّبْعِ تَطْوِيلَهُ وَتَفْصِيلَهُ وَاسْتِفَاضَتَهُ في ذِكْرِ الشُّيُوخِ وَالتَّلاَمِذَة، وَانْتَقَيْتُ الجَيِّدَ وَالصَّحِيحَ مِنَ الْقَصَصِ الَّتي أَوْرَدَهَا عَن هَؤُلاَءِ الجَهَابِذَة، مُخْتَصِرَاً التَّعْلِيقَاتِ وَالتَّعْقِيبَات، مُقْتَصِرَاً بِالتَّأْكِيد: عَلَى كُلِّ نَادِرٍ وَمُفِيد؛ مِن هَذَا الْكِتَابِ الْفَرِيد 0
فَبَدَأْتُ أَعْرِضُ في سُطُور، كُلَّ مَا أُثِرَ مِنَ الدُّرُِّ المَنْثُور، وَالْقَوْلِ المَأْثُور: عَن أُوْلَئِكَ الْعُلَمَاءِ وَالحُفَّاظ؛ فَإِذَا بي أَعْثُرُ فِيهِ عَلَى كَلاَمٍ لَهُمْ كَالأَلْمَاظ؛ فَكِتَابُ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء، يُعَدُّ بِحَقٍّ نُزْهَةً لِلْعُقَلاَء؛