فطار به، فحلق ثم أهوى ... به للأرض من دون السحاب

إلى جحر له فانساب فيه ... بعيد القعر لم يرتج بباب

كريه الوجه أسود ذو بصيص ... حديد النّاب أزرق ذو لعاب

ودفع عن أبي حسن على ... نقيع سمامه بعد السياب1

وسيد هذا الميدان غير مدافع هو أبان بن الحميد اللاحقي المتوفى سنة 200 هـ الذي برع فيه حتى ذهب كثير من الكاتبين إلى أنه مبتدع هذا الفن ومبتكره في الأدب العربي على غير مثال سابق، فنظم في السير والتاريخ الفارسي، إذ نظم سيرة أردشير وسيرة أنو شروان 2 وكتاب بلوهر, وكتاب حكم الهند3، كما نظم القصيدة المسماة (ذات الحلل) في نشأة الخلق وأمر الدنيا وضمنها شيئاً من المنطق. ومن الناس من ينسبها إلى أبي العتاهية، والصحيح أنها لأبان4. وليس بين أيدي الناس من كلّ أولئك الآن شيء- ونظم كذلك في فرائض الصوم والزكاة أرجوزة مزدوجة، ونظم كليلة ودمنة في خمسة آلاف بيت5، أو في أربعة عشر ألف بيت6 ... لم يبق منها إلاّ جزء يسير أورده الصولي في الأوراق, كما أثبت شيئاً من مزدوجة الفرائض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015