الفصل الثالث

موقف الغزالي من مسألة القدر

القدر الذي أُمرنا بالإيمان به يشمل أربعة مراتب:

الأولى: علم الله بالأشياء قبل خلقها.

الثانية: مشيئته وإرادته، فإنه لا يقع شيء في الكون إلا بإذنه.

الثالثة: كتابة ذلك عنده سبحانه في اللوح المحفوظ.

الرابعة: الخلق والإيجاد..

فماذا يقول الغزالي في القدر؟

لعل القارئ مل من الإشارة إلى اضطراب الشيخ، وتذبذب آرائه، فلندخل في الموضوع:

في هموم داعية (105) ذكر الأثر في خروج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الكتابان، وقوله صلى الله عليه وسلم: {سددوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة، وإن عمل أي عمل، وصاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل} .

ثم قال: (أما صدر هذا الأثر فهو تصوير للعلم الإلهي. . على أن علاقة العلم الإلهي بأعمال الناس علاقة انكشاف وإحاطة، وليست علاقة سلب وإيجاب أو إيجاد وإعدام، أو ضغط وإكراه) .

وفي ص108 تحت عنوان: العلم الإلهي لا يعني الجبر يقول:

(العلم المكتوب لا يعني الجبر الإلهي، وأن عبارة (سبق الكتاب) لا تفيد إلا التنويه باستحالة تخلف هذا العلم لكماله، لا لشيء آخر. . .) .

وفي ص109 عنوان: العلم الإلهي لا يلغي الإرادة.

وفي "كيف نفهم الإسلام ص239. ذكر مرويات في القدر. . . ثم قال: (إن هؤلاء العلماء وحدهم هم الذين يحسنون الفصل بين عموم العلم الإلهي وشموله، وبين حرية الإرادة الإنسانية ومسئوليتها) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015