على ما قبلها، ومن ثمّ عطف عليه حمده لذاته سبحانه.فقوله تعالى (فسبحان الله) خبر في معنى الأمر بالتسبيح لخلقه، فإذا كان الله تعالى ينزه ذاته عن كل ما لا يليق بها فعباده مأمورون بلا ريب في تحقيق ذلك، وكذلك الشأن في قوله {وله الحمد في السموات والأرض..} فإن حمده لذاته والإخبار عنه فيه إرشاد وأمر لحمده على أبلغ وجه وآكده (?) .
لطيفتان:
الأولى: إنّ في توسيط الحمد ومجيئه معترضاً بين أوقات التسبيح اعتناءً واهتماماً بشأنه؛ وإشعاراً بأنّ حقّهما أن يجمع بينهما (?) .
الثانية: وفي حكمة اقتران الحمد بالتسبيح والجمع بينهما في هذا المقام؛ بل وفي غيره من آيات القرآن الكريم يقول ابن كثير (?) رحمه الله تعالى: ((ولمّا كان التسبيح يتضمّن التنزيه والتبرئة من النقص بدلالة المطابقة ويستلزم إثبات الكمال، كما أن الحمد يدلّ على إثبات صفات الكمال مطابقة ويستلزم التنزيه من النقص قُرن بينهما" (?) .