المبحث الرابع: في وجه العطف بقوله تعالى {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}

المبحث الرابع:

في وجه العطف بقوله تعالى {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}

يجيء ختام هذه الآية الكريمة ـ عطفاًعلى ما سبق ذكره في أولها بقوله {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} ويحتمل أن يكون معطوفاً على قوله (الحمد الله) على معنى أنّ الله حقيق بالحمد على كل ما خلق لأنه ما خلقه إلا نعمة منه {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} (?) أي يسوّون بينه تعالى وبين غيره في العبادة فيكفرون بنعمته، ويحتمل أن يكون معطوفاً على قوله {الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور} على معنى أنه خلق هذه الأشياء العظيمة التي لا يقدر عليها أحد سواه؛ ثم إنّهم يعدلون به جماداً لا يقدر على شيء أصلاً (?) .

والإتيان بحرف العطف (ثم) للتعجب من حال هؤلاء المشركين؛ والإنكار عليهم؛ واستبعاد أن يعدلوا به تعالى غيره مع وضوح وبيان آيات قدرته ودلائل نعمته وإحسانه (?) . وبالتالي فهي دالة على قبح المشركين وسوء طويتهم. وفي هذا يذكر القرطبي (?) قول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015