وقد لُقِّبت خطبة زياد بن أبي سفيان التي خطبها بالبصرة بالبتراء لأنه لم يفتتحها بالحمد.. (?)) ) .

ومنها ـ أيضاً ـ أنه لما كانت الفاتحة مناجاة للخالق –عزوجل ـ بما لايهتدي إلى الإحاطة بها في كلامه غيره ـ تعالى ـ قدّم الحمد لذاته وجعله في أولها، وليضعه المناجون له في كلّ مناجاتهم ودعائهم له؛ جرياً على طريقة بلغاء العرب عند مخاطبة العظماء بافتتاح خطابهم إياهم وطلبتهم بالثناء والذكر الجميل. قال أمية بن أبي الصلت يمدح عبد الله بن جدعان:

أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إنّ شيمتك الحياء

إذا أثنى عليك المرء يوماً ... كفاه عن تعرّضه الثناء (?)

وقد دلّ على كون الفاتحة مناجاة لله عزوجل الحديث المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه وفيه قوله: فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين. قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوّض إليّ عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015