والسلام على الهجرة، فأحاطوا ببيته وحفظه الله منهم، ولما علموا بذلك جدوا في البحث عنه وجعلوا الجوائز لمن يأتي به، ولما نجاه الله من كيدهم واستقر في المدينة، صبوا على المستضعفين من المؤمنين الذين لم يقدروا على الهجرة إلى المدينة، ألوانا من الأذى والتنكيل، وبدأوا يفكرون في الانتقام من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهذه الدعوة في المدينة، وأذن الله تعالى لرسوله والمؤمنين بالقتال، وكان أول لقاء بين التوحيد والشرك في غزوة بدر الكبرى، التي ظهرت فيها قريش بشركها في غاية الفخر والخيلاء كما أعلنها أبو جهل – وقد أشير عليه بالعودة إلى مكة ما دامت العير قد نجت – فقال: "والله لا نرجع حتى نرد بدرا1 – وكان بدر موسما من مواسم العرب يجتمع لهم به سوق كل عام – فنقيم عليه ثلاثا، فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف علينا القيان2، وتسمع بنا العرب، وبسيرنا جميعا، فلا يزالون يهابوننا أبدا بعدها، فامضوا"3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015