أمَّا قوله: " إذا اطَّردت فنون الرِّيح فيها " البيت، فكثيرٌ جدّاً للمتقدمين وأكثر منه للمحدثين وقد افتنت الشعراء في هذا المعنى وخلطوا مع وشايا الطِّيب جرسَ الحليّ وغير ذلك ممَّا سنذكر بعضه في هذا الموضع وندعُ بعضه لموضع آخر، فمن ذلك قوله:

طرَقَتني في خُفيةٍ واكْتِتامِ ... من رقيبٍ وحاسدٍ وغيورِ

فأبان الحليُّ والطِّيبُ عمَّا ... سترتهُ مِن أمرِنا المشهورِ

ليس شيءٌ أعدَى لنا مِن يَوا ... قيت عليها ومسكِها والعبيرِ

مثله:

وبنفسِي شادنٌ خرِقٌ ... مُلبَساً من حُسنه وُشُحا

وإذا ما زارَ مُكتتماً ... نمَّ عنه المسكُ فافْتضحَا

مثله:

لها أرَجٌ إذا زارتْ ... ينبِّهُ كلَّ مَن رقَدا

فما تخفَى زيارَتُها ... إذا ما حاسدٌ هجدا

وشبيه بهذا وإن لم يكن هو بعينه قول النُّميري:

تضوّع مسكاً بطنُ نعمان أنْ مشتْ ... بهِ زينبٌ في نسوةٍ خفِراتِ

ومثله قول الأعمى مولَى هشام بن عبد الملك:

ليت شِعري من أين رائحة المِس ... كِ وما إنْ إخالُ بالخَيفِ إنسِي

حين غابتْ بنو أميَّة عنهُ ... والبهاليلُ مِن بني عبد شمسِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015